تقديم
لا يقل إعداد الفضاء المدرسي وتوظيبه أهمية عن إعداد مناهج تربوية وتعليمية جيدة، فالمحيط الملائم يساعد التلاميذ على زيادة ﻧﺸــﺎطهم، ويحفزهم على بذل مجهود أكثر وتحثيث نتائج مرضية، حيث يساهم الوسط الذي يوفر شروطا مادية مناسبة وعملية في تحبيب الأطفال في المدرسة.
وعليه من الضروري تهيئة الأقسام وتجهيزها بأدوات ووسائل بيداغوجية مساعدة على إنجاح عملية التعليم، وتوظيفها بما يستجيب لمتطلبات البرنامج الدراسي لمختلف المستويات.
تجهيز فضاء القسم التحضيري
عادة ما يجد الصغار صعوبة في التأقلم مع الوسط الدراسي خاصة ضلوا في بيوتهم طيلة سنواتهم الأولى ولم يلتحقوا بكتاتيب أو الروضة في سن مبكرة أي أثناء مرحلة ما قبل التمدرس، وعليه فقد ألفوا الوسط الأسري ويجدون صعوبة في الاندماج في وسط جديد عليهم، فيه قوانين وقواعد انضباط معينة، لذا يجب تهبئة الظروف الملائمة، بخلق جو مرح وجميل يجلب انتباه الطفل ويثير إعجابه.
وتعد الألوان عاملا مهما في إثارة اهتمام الطفل وتعديل مزاجه، فالتماوج والتمازج اللوني للأدوات التي يستعملها والمكان الذي يبقى فيه يؤثر مباشرة على السلوك، ويحفز التفاعل معها حواسه، مما يسمح بتطوير المهارات واستغلال الطاقات.
اختيار ألوان جذابة وزاهية: مثل البرتقالي لون الأمل والتفاؤل، والأصفر لون النشاط والحيوية، والأخضر لون الطمأنينة والارتياح وغيرها من من الألوان بسميولوجيتها المتباينة، يبعث في الطفل مشاعر إيجابية تفجر طاقاته الكامنة وتساعده على الإبداع والتميز.
يمكن تصميم قسم التحضيري بطريقة بسيطة، وذلك باستعمال الوسائل والأدوات اللازمة لهذه المرحلة، ومراعاة عدم وجود مخاطر، فالأرضية تحتاج لأن تفرش بمادة ثابتة صلبة وتمتص للصدمات، ومقاومة للماء تجنبا للرطوبة والإنزلاق أثناء الحركة وممارسة النشاطات.
يعد اللعب والترفيه ضرورة لاكتمال العملية التربوية التعليمية، وعليه يجب تخصيص مساحة للألعاب المفيدة، وممارسة الرياضة، ورشة للرسم والأشغال اليدوية، ركن للقراءة والكتابة والحفظ، حيز للراحة والاسترخاء في عالم طفولي مناسب لبيئة تربوية تعليمية بنّاءة تساهم في تنشئة الطفل وتكوينه.
التنظيم ركن أساسي في التعامل مع الصغار، وعليه فكل نشاط يجري في وسط منظم يجعل المتعلم يكتسب مهارة التنظيم، ويقلد ما يراه حوله، كما يستطيع المشاركة بترتيب لوازمه في أدراج مخصصة له، أو ترتيب الكتب على الرفوف، ولهذا إعداد هذه الدعائم وتثبيتها على الجدران أو رصها في الجوانب سيسمح بتوفير مساحة وحفظ الأدوات لا سيما المحافظ والعلب بطريقة عملية.
وعليه ففضاء التربية التحضرية يحظى بعناية خاصة بتوفير تجهيزات رقمية (معلوماتية، إلكترونية)، ووسائل بيداغوجية ودعائم تربوية متتنوعة وملائمة للحاجات النمائية الطفل وتستجيب لرغباته وإشباع فضوله ليكون مستعدا للمراحل التالية.
إعداد أقسام المرحلة الأساسية (الابتدائية)
الوسائل التعليمية التي تثير اهتمام التلميذ تختلف من مستوى لآخر، حتى طريقة التنظيم والمواد المستعملة تتباين حسب الفئة العمرية، ووضعية التجهيزات داخل الحجرة من طاولات وكراسي وسبورة وخزانات، ومراعات خصوصيات كل فضاء، فالمختبر غير حجرة الدرس، والورشة تختلف عن ركن المكتبة، وعليه يمكن إنشاء أركان مختلفة داخل القاعة الواحدة، وتحقيق عدة إنجازات والقيام بتجارب على مساحة موحدة وبوجود وسائل سمعية بصرية.
يجب الحرص على توفير إضاءة مناسبة حسب الوسائل التعليمية، مثلا إستعمال السبورة الثابتة أو المتحركة يستلزم وجود إنارة، في حين أن الاستعانة بعارض البيانات (المعلومات)Data Show، لا يحتاج لإضاءة، مما يستلزم وضع ستائر مناسبة لحجب الضوء، ويمكن اختيار ألوانها بالتناسق مع بقية التجهيزات وتوظيبها بطريقة تظامية (كما هو موضح في الصور).
–
الخاتمـة
إن الإعداد الجيد للفضاء المدرسي، وتوفير تجهيزات مادية، ووسائل بيداغوجية بما يتوافق مع التوجهات التربوية الحديثة، يسهل التحكم في العملية التربوية التعليمية وتوجيهها، كما يضمن كفاءة التواصل والتفاعل الإيجابي بين كل المشاركين في هذه العمليةمن أجل مردود تربوي وعلمي كبير، فضلا عن تحقيق تحصيل دراسي عال، وسط مناخ ملائم للتنشئة السليمة والتعلم والإبداع والابتكار.
تم إنجاز هذا العمل بالتعاون مع مدرسة الإشراق العلمي الكائنة بحي “كيش الأوداية”- بلدية تمارة، الرباط -المغرب.