داء الزهايمر أو مرض النسيان الإجباري

يتبادر إلى ذهن الإنسان الكثير من الأفكار ويدعو الله أن يعينه على نسيانها من أجل راحته النفسية، صحيح أن النسيان نعمة لأنه يساعدنا في تخطي الكثير من المواقف المؤلمة التي تواجهنا في الحياة، كما أنه يساعدنا في الإستمرار في الحياة، ولكن يصح المثل القائل الشيء إذا زاد انقلب إلى ضده طالما أن النسيان نعمة نستطيع التحكم بها لتحرير النفس من المنغصات ليتحول في الأخير إلى نقمة حينما نتوه عن طريق الذكريات التي نود الإحتفاظ بها والأخرى التي تؤلمنا إلى درجة نسيان هويتنا وقدرتنا على التفكير والتواصل، وبهذه الطريقة تتحول نعمة النسيان إلى نقمة مرض ألزهايمر.

يحصل مرض ألزهايمر نتيجة تدمير في الخلايا الدماغية والتي تؤثر بشكل تدريجي على المناطق المهمة الخاصة بالذاكرة والتفكير واللغة والحركة، وينعكس تدمير خلايا هذه المناطق على المريض ويظهر هذا الخلل في سلوكيات المريض الكثيرة كنسيانه لأقرب الأشخاص منه والأحدات التي وقعت في الحين أيضا يواجه صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات المناسبة وربما يتفاقم الأمر لينسى هويته ومكان إقامته.

يستهين الكثير من الناس بمرض ألزهايمر ويتباذر إليهم أنه مرحلة من مراحل الشيخوخة أو أحد أمراضها ولكن يحظى هذا المرض بخطورة كبيرة جدا تصل إلى أحد أسباب الوفاة العشرة، إضافة إلى أنه مرض يصيب الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة وفي حالات ناذرة يصيب حتى الأشخاص ذوو 45 سنة وكلما تقدم الإنسان بالعمر كلما زادت احتمالية إصابته بألزهايمر.

اتفق الكثير من الأطباء والعلماء على أن مرض ألزهايمر واحد من الأمراض العضالية بحيث ليس له علاج ولا يتشافى منه مصابه، وعلى هذا الأساس فإن مرض ألزهايمر يشكل 60٪ من تطور حالة الخرف و40٪ يبقى سببها الإحتشاءات المخية وهي انقطاع الدم عن بعض المناطق في الدماغ الإنساني كالإصابة بارتفاع الضغط الدموي والسكر دون علاجات منتظمة.

إذ يمر مرض ألزهايمر بثلاث مراحل أساسية وهذه المراحل تساعد في اكتشاف طبيعة المرض:

  • المرحلة الأولى: يحدث خلال هذه المرحلة فقدان للأحداث القريبة وتجدر إلى الإشارة إلى أن الذكريات القديمة لا يطرأ عليها تغيير ولكن الخلل يكمن في الأحداث القريبة ونسيان مسميات الأشياء.
  • المرحلة الثانية : يطرأ بطء في أداء المهام كترتيب الأغراض أو القراءة او غيرها من مهمات الحياة كان المريض قبل إصابته يؤديها بشكل يومي وفي وقت محدد ففي هذه المرحلة يحصل تباطؤ خلال أدائها.
  • المرحلة الثالثة: ظهور خلل في إدراك المكان والزمان أي أن المريض في هذه المرحلة يقوم بأغراض كان يقوم بها في النهار ويغيرها إلى الليل ينسى المكان الذي يتواجد فيه ويتوه عن مكان سكنه.

فملاحظة الأهل لهذه المراحل لا يستهان بها وأن لا يظن أنه مجرد مرحلة من كبر السن وهذه الأخيرة ليس لها علاقة بالإدراك ولا بالذكاء ولا بالقدرات حتى لو حصلت هذه التغيرات تكون تغيرتفقط نسبية وهي تغيرات بسيطة جدا، ولكن الشيء الأهم في هذا أنه يحصل بطء ملحوظ وكلما كان التدخل الطبي مبكرا كلما كانت أعراض تطور المرض بطيئة حتى لا يصل إلى مراحله المتقدمة من المرض.

تعددت دراسات المرض للتعرف على نوعية المرض ولكن من بين الأسباب الأكثر شيوعا نجد:

  • اضطراب في الذاكرة بحيث نجد المريض ينسى بعض أفراد عائلته وعنوان سكنه.
  • اختلال مواقيت الزمان بين الصباح والمساء ومواعيد وجباته الغذائية.
  • يتخيل المريض بعض الأحداث القديمة جدا ويظنها أنها وقعت في زمن قريب.
  • اضطرابات في الأكل بحيث ينسى المريض أنه أكل أو لا.
  • تغير في وقت نوم المريض بحيث ينام نهارا ويشتغل ليلا.
  • ظهور سلوكيات جديدة غير معتادة كالعنف عند ظهور أحد أقاربه.
  • اختلال القدرة على التركيز.
  • اللامبالاة.

ومن الوقاية من مرض ألزهايمر أو تأخير الإصابة به فهي جميع نصائح مرضى القلب والشرايين والسكري وارتفاع الضغط الدموي لأنه كما سبق الذكر أن الخلل يصيب خلايا الدماغ وهذا يعني أن نسبة الأكسجين والمغذيات لا تصل بالكمية الكافية لهذا السبب لا تتجدد وتتجلى أهم خطوات الوقاية منه في ما يأتي :

  • النحافة: يعد فقدان الوزن من الطرق الطبيعية للواقاية من ألزهايمر فالسمنة والوزن الزائد يؤديان للإصابة به مع تقدم الزمان.
  • الطعام الصحي: يعتبر تناول الأطعمة المتوازنة والغنية بالعناصر المغذية والمعادن خاصة الأطعمة التي تحتوي على الأوميغا 3 الذهنية تساعد في الحفاظ على خلايا الدماغ.
  • خفظ الكوليستيرول في الدم : إن تراكم الكوليستيرول في الدم يساعد في إتلاف خلايا الدماغ الشيء الذي يؤدي إلى الإصابة بالألزهايمر.
  • السيطرة على ارتفاع ضغط الدم : يعد الضغد الدموي المعتدل إحدى الطرق الفعالة للوقاية من مرض ألزهايمر لأن ارتفاع الضغط الدموي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالخلايا العصبية.
  • الإستمرار في تعلم أشياء جديدة: إن تعلم الأشياء الجديدة وإتقان لعب التركيز كالشطرنج وحل الألغاز يجعل الأشخاص أقل عرضة للإصابة بالألزهايمر.
  • علاج الإكتئاب: يساهم علاج الإكتئاب والقلق في تجنب الألزهايمر حيث إن هذه الأمراض النفسية يمكن أن تساهم في إتلاف خلايا الدماغ بسرعة.
  • تجنب اللحوم الحمراء: إن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يساهم بشكل طبيعي في الوقاية من ألزهايمر وذلك لأن نسبة تركز الأحماض الأمينية الموجودة في اللحوم الحمراء تساهم في إتلاف الخلايا العصبية.

326 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *