أمراض القلوب

أمراض القلوب

أمراض القلوب الخفية سرعان ما تنتشر في الجسد لتصير ظاهرة للعيان، ومهما حاولت البقاء في الظل والتستر بالأعماق لا تلبث أن تنفضح أمام الملأ، والأولى ردها بتقوية الإيمان وتثبيتها بركيزة طاعة  الله تعالى ورسوله -عليه الصلاة والسلام-.

لأمراض القلوب تداعيات طويلة المدى تبدأ بالعمى وتنتهي إلى الضلال، وقد تحرق صاحبها في منتصف الطريق، وأول ما يذكي نيرانها الجهل والحسد والكبر باتباع الهوى وصم الآذان عن كل خطب طيب وقول مهتد، وفي ذلك قال الله عز وجل: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى”﴿سورة النجم/ الآية: 23).
 وما شقي الإنسان ومن ورائه المجتمعات إلا بظهور أمراض القلوب، فهي أوبئة فتاكة تهدم الروح والجسد، فمثلا الحسد يجعل صاحبه يتمنى زوال النعمة من الغير ويدفع بالآخر لعزل من يجب أن يمد لهم جسور المودة والتعاون والألفة الطيبة، وكأن كلاهما يتحين زلة الآخر ويعاند الخالق فى قضائه وقدره الذى أعطى كل فرد نصيبه بما يتسير عليه ما خلق له وما يصلحه.

أمراض القلوب ملازمة لفقر العقول وهو أخطر أنواع الفقر يحرم صاحبه نعمة الرضا بحكم الله والثقة فى حكمته، ويحجب عنه غنى النفس وزكاتها، والحقيقة أن الجميع ينالون في البداية نعمة الفطرة التي لا تقدر بثمن، ولا يزالون غافلين عنها ولا يقدرون الإحساس بجميل عطاء الله وعظيم تدبيره وتقديره إلا لحظة انكشاف الغطاء ولا ينفع حينها الندم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!