تقديم
شباب جزائريون لفتوا الأنظار مؤخرا، بعد نجاحهم في تسجيل اكتشاف مذهل في علم الفلك استقطب اهتمام وكالة ناسا الأمريكية لينظم إلى مجموعة المراجع الفلكية العالمية.
في حضن جمعية سهيل الفلكية تشارك هؤلاء الشباب الطموحون تجربة النجاح العلمي، أين ترجموا شغفهم بالعلوم في اسكتشاف خبايا الفضاء الخارجي إلى إنجاز فلكي كبير برؤية النجم المزدوج.
في رحاب جمعية سهيل لعلوم الفلك
جمعية سهيل لعلم الفلك وعلوم الفضاء بولاية الأغواط 400 كلم جنوب العاصمة الجزائرية، بدأت كناد للفلك عام 2013 م، وكان من أولى اهتماماته تعليم الأطفال وتنشئتهم على حب العلم والبحث، وقد حقق عدة نتائج مشرفة وحاز على جوائز وطنية، حيث نال المرتبة الأولى في الملتقى الوطني للأنشطة العلمية، ثم تم دمج هذا النادي بنادي التخييم، لينبثق عن هذا الاندماج جمعية سهيل التي شرعت في المهام الميدانية بالتخييم والرصد معا تحت شعار “التجوال العلمي”.
عدم توفر الامكانيات، وتواضع المعدات مع أن “مديرية الشباب والرياضة” بِولاية الأغواط بذلت كل ما في وسعها لتقديم الدعم، لم يكن عائقا أمام أعضاء الجمعية الذين لم يتراجعوا عن مواصلة نشاطهم العلمي وتسخير ما تيسر لهم في تنظيم الملتقيات و التجهيز للخرجات الميدانية.
يتوفر في الجمعية تلسكوبان عاكسان 120 مم، وتلسكوب كاسر 80 مم، يتم الاعتماد عليهما في عمليات الرصد واستكشاف الفضاء الخارجي للوصول إلى نتائج ملموسة، وبالفعل تم تحقي اكتشاف تارخي لنجم مزدوج.
اكتشاف النجم المزدوج لجمعية سهيل الفلكية
صرح الأستاذ ريان هشام رئيس جمعية سهيل لمختلف وسائل الإعلام المحلية أن الجمعية تقوم برصد الاحتجابات الكويكبية منذ ثلاث سنوات، بعدما تلقى الأعضاء تربصا من قبل الأستاذ “بابا عيسى جوناي” تحت إشراف جمعية “الهواة الوطنية”، والتي لها نتائج إيجابية مسجلة بموقع الاحتجابات الأوروبي “أوراستار”.
ولهذا فالجمعية دائما ما تنسب انجازاتها للأستاذ الباحث في علم الفلك بابا عيسى جوناي الذي لم يدخر جهدا في تعليم الشباب طريقة رصد الاحتجابات الكويكبية، إذ أنه المختص الوحيد في هذا المجال، فضلا عن أنه صاحب فكرة علم الفلك التشاركي، وهدفه جعل العمل مشروع شراكة بين المختصين والهواة، حيث تم التعاون مع فريق مرصد الجزائر أو ما يعرف بمركز البحث في علم الفلك و الفيزياء الفلكية الجيوفيزياء بوزريعة (CRAAG)، بمعية الأستاذ زاكي قريق أحسن والأستاذ عماد عبدالقادر الذين لم يبخلوا بتقاسم تجربتهم في الرصد من أجل تحقيق الأفضل للجزائر وتشريفها بين الأمم.
وفي السياق ذاته يوضح الأستاذ ريان هشام، أنه بتاريخ 24/11/2020، تم التجهيز لرصد احتجاب كويكبي لـكويكبي “ايما 283” الذي كان متوقعا مروره أمام نجمة “tyc” التابعة لكوكبة مُمْسِك الأَعِنَّة، إذ انقسم أعضاء الرصد إلى فريقين، وقاموا بالتموقع خارج الولاية بعيدا عن التلوث الضوئي، ولكليهما تلسكوب عاكس وهاتف عليه برنامج توقيت الاحتجابات وجهاز حاسوب شخصي، وتم الرصد إيجابيًا لِكلا الفريقين، ثم أرسلوا التقارير إلى المنسقين االاوروبيين، وقد كان رصد “ايما” إيجابيا لِخمسة راصدين على غرار فريقين بإيطاليا وفريق بالتشيك، وفريقي جمعية سهيل، وهكذا جمع المنسقون الأوروبيون البيانات لكل الراصدين وتم الإعلان أن النجمة التي حجبها الكويكب “ايما” هي نجمة مزدوجة.”
وجاء في تقارير رسمية عالمية أن مجموعة هواة من جمعيّة سهيل الفلكيْة بتاريخ 24.11.2020 قامت بمتابعة رصدية لكويكب ايما (283)، وبعد تحليل البيانات من قبل المنسق الاقليمي الاوروبي لرصد الاحتجابات الكويكبية ، تم التوصّل الى أنّ النجمة التي حجبها الكويكب والتي كانت باسم : TYC 2392-01288-1 ليست نجمة أحادية بل مزدوجة .
توثيق اكتشاف النجم المزدوج لصالح جمعية سهيل

وأكد الخبراء بأن هذا الرصد يعتبر فريدا من نوعه، حيث أن البيانات أثبتت أن حجم الفارق بين النجمين كبير جدا، وهذا ما يعتبر أكبر اكتشاف لنجم مزدوج تم رصده عبر استعمال تقنية الاحتجابات الكويكبية.
وتم توثيق أسماء مجموعة الرصد المشاركة وهم: عبد الرحمن قاسم، محمود خنيفر، طارق سليمي، عمار بوعزارة، ريان هشام، عبد الحق بن جدو، مختاري لخضر، وفني التصوير لزهاري ساسي.
فضلا عن تسجيل هذا الانجاز لاحقا بمجلة لتوثيق رصد النجوم المزدوجة العالمية Journal of Double Star Observations ،وهي مجلة تابعة لقسم الفيزياء بجامعة جنوب ألاباما في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان هذا الإنجازا فخرا للجزائر ككل وتأكيدا على أن بها طاقات شابة متميزة تطمح لإحداث التغيير وخدمة البلد رغم غياب الإمكانيات ووجود العوائق، فهنيئا لجمعية سهيل الفلكية ومزيدا من الإستحقاقات والتألق وتحية تقدير لكل أعضائها الموهوبين.
تم إنجاز هذا العمل باعتماد قنوات الاعلانات الرسمية لجمعية سهيل ومنها الصفحة الرسمية للجمعية على موقع فيسبوك، وحسابات رئيسها السيد: ريان هشام، والمكلف بالإعلام السيد: مختاري لخضر، وكل الصور المرفقة تعود حقوق ملكيتها للجمعية.
مازال ماداروهاش في تطبيقات الفلكية مثل STELLARIUM وغيرها