اجعل لنفسك خبيئة

اجعل لنفسك خبيئة

قال أحدهم: أعضاؤك إن رُكِّبَت كانت لك جسدا.. فتعوذ من يد قد تطعمك حراما، وقلبا يعطل عبادة، وعطل عضو يولد يأسا وكرها وندما.

تعوذ من جهد لغير الله، وانأ عن يسر يستدرجك لظلم، تعوذ بالله من علم يتبعه جهل بمصالح الغير وحقوقهم عليك.

كن خلاف من تخلف عن ركب الصالحين، وسار بقلبه إلى رب عظيم، يلقاه نادما فما نجى إلا من أتى الله بقلب سليم.

الروح من السماء والجسد من الأديم والحياة من الماء، فتجاوز كل الصغائر والبدع واكتسب من التقوى ما يجعلك صافيا نقيا ويرفعك لصحبة الصديقين والأبرار الأطهار في العلياء حيث السمو والرفعة.

الزم العبادة الصحيحة واجعل للسر نصيبا منها، فطاعة الخفاء شرف للعبد وزاد في الدنيا والآخرة، ابحث بين جنبات النفس عن الإخلاص والصدق وستجد الطريق يسيرا إلى الإيمان الصادق ولتكن من زمرة من قال عنهم الحسن البصري -رحمة الله عليه- :” ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا”.

من جعل الآخرة همه وسعى للجمع لها سيسعد بشغله في الدنيا فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه-  قال: قال رسول الله صلى الله عليه من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ”. (أخرجه الترمذي).

مراقبة النفس في السر والعلن تجعل رضا الله وسما يلازمك ويُرجى منه كل الخير .. فاجعل لنفسك خبيئة من أصلح الأعمال تجدها سندا لك وقت الحاجة.

كن من الركع في ظلمة الليل وتحرك رافعا من السجود في سكونه، واسع  في مساعدة الخلق واقض حاجة الضعفاء ما استطعت، وأجبر خواطر المكسورين فإن في ذلك جبر لخاطرك قبلهم ورزق لا ينفذ وسعادة حقة لا يستشعرها غير العبد المؤمن.

269 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *