استقلال أفغانستان.. هل تحفظ أمريكا درس الهزيمة؟

 اللواء كريس دوناهيو اسم سيدخل بقوة في برامج التاريخ للمقررات الدراسية الأمريكية، إذ أنه آخر عنصر في جيش الولايات المتحدة يغادر أفغانستان، بصفته قائد الفرقة المجوقلة الـ 82، فبرحيله انتهى تواجد المحتل الأمريكي رسميا في أفعانستان، ليلة الإثنين وتسيطر قوات الجيش الفاتح على مطار كابل، أين قامت قوات وحدة بدري 313 العسكرية بالدخول إلى آخر منطقة في المطار، لتنتهي حرب دامت 20 سنة عانى فيها الشعب الأفغاني من كل المآسي والآلام.

استقلال أفغانستان.. هل تحفظ أمريكا درس الهزيمة؟ 1

لم يكن الطريق محفوفا بالورود، لكن المسيرة كانت تستحق كل ذاك النضال والتضحية لتكون لحظة النصر حدثا عظيما، هنأ إثره محمد سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان أمته في أول تغريدة بعد استكمال الاستقلال حيث قال: “انسحب آخر جندي أمريكي من مطار كابل الساعة 12 ونال بلدنا استقلاله الكامل ولله الحمد، مبروك”.

31 أغسطس/ آب 2021 هو الآخر تاريخ سيدون بحروف من ذهب في سجل نضال الشعوب الأبية، فيه تحقق الاستقلال بفضل الله، ثم بالتضحيات الجسام لأبناء أفغانستان وإصرارهم على تحرير أراضيهم وصد العدوان، وعمت الأفراح كل أرجاء البلاد، حيث خرج المواطنون للشوارع للاحتفال بالتكبير والتهليل رافعين رايات النصر وهي ألوية بيضاء مشرفة بالشهادتين مثل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن الراية البيضاء عليها عبارة “لا إله إلّا الله محمد رسول الله”.

ولم ينس الأفغانيون سجود الشكر لله الذي أعانهم وحقق لهم شهود لحظة النصر المبين، حيث استذكروا مقولة قائدهم العظيم الملا عمر حينما قال:” لقد وعدنا الله بالنصر ووعدنا بوش بالهزيمة وسنرى أي الوعدين أصدق”.

وقد سمع دوي طلقات نارية احتفاءََ بالتحرير، وإيذان فجر جديد، مهد له انعقاد اجتماع لمجلس الشوری القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية، برئاسة زعيمها الشيخ هبة الله أخندزاده، في ولاية قندهار، على مدار ثلاثة أيام بحر الأسبوع الجاري ابتداءََ من يوم السبت، للتشاور بشأن تشكيل حكومة جديدة ومجلس الوزراء، بالموازاة مع عرض الأوضاع التي تمر بها البلاد، ومناقشة القضايا السياسية الراهنة، الأمنية، الاجتماعية والاقتصادية، لتحديدمسارات التعافي، باتخاذ الإجراءات اللازمة والقرارات المناسبة المتعلقة بمشاريع البنية التحتية، وتحسين الأوضاع الأمنية، وتنظيم الشؤون الإدارية، وضمان النزاهة والشفافية، من أجل حفظ ممتلكات بيت المال والمنشآت العامة.
فضلا عن التأكيد على تهيئة الظروف وتوفير جميع التسهيلات للمواطنين، والإحسان إليهم، والحث على القيام بالمهام وتحمل المسؤوليات على أكمل وجه للنهوض بالوطن.
 
لن تكون مهمة إعادة إعمار أفغانستان سهلة لكنها ليست مستحيلة، بعد فرار الآلاف من العملاء وهزيمة أمريكا وحلفائها الذين رحلوا تاركين بصمتهم الهمجية كعادتهم، أين قاموا بإلحاق ضرر كبير بمعدات المطار ومحيطه، فلم يقتصر التدمير على الطائرات والآليات المدرعة والمنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ لجعلها غير قابلة للتشغيل مرة أخرى، حسب تصريحات الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية، بل طال التخريب قاعة المطار من طاولات وكراسي ومراحيض، وغيرها من المظاهر التي تعكس بصدق حقيقة الغزاة أعداء الحياة الذين يدعون زورا نشر السلام وبناء الأوطان ويقتلون كل محاولة للنهوض،

ومن جهته يسعى الغرب لفرض شروطه على أفغانستان، فهل حفظت أمريكا درس الهزيمة لتعلمه لحلفائها، بعد أن تيقنت أن موقف طالبان لا يتزعزع ولا يتغير، أم أن الاستعمار تلميذ غبي لا يفهم الدرس؟

410 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *