أمراض العصر والصحة النفسية

أمراض العصر والصحة النفسية

الأوبئة والجراثيم

يتعايش الإنسان مع العديد من الأمراض والأوبئة مدى الحياة، البعض منها اندثر أو صار نادر الوجود كالجذري والجذام ووباء المالاريا والتيفويد والكوليرا، فهذه الأمراض المعدية انتشرت بشكل رهيب في فترات سابقة، لكن مع التطور العلمي في مجال البحث الطبي، واتباع الإرشادات والنصائح والشروط الصحية التي أصبح ظهورها لا يشكل خطرا كبيرا.

الوسائل الطبية والأدوية الموصوفة وجودة المياه المستعملة وكذا الأغذية والتزام شروط النظافة، عوامل هامة للتغلب على الأوبئة وتجفيف منابعها، لاسيما أن الثلوت الذي يصيب الطبيعة بشكل عام يشكل مصدرا أساسيا لها، حيث تنتقل الجراثيم من الوسط إلى الإنسان عبر استعمال المياه والأغذية.

فالأوبئة هي جراثيم متنقلة، موجودة حتى في الدول المتقدمة بسبب حركة تنقل الأشخاص عبر قارات العالم، وفي هذه الحالة يسهل التقاطها الإصابة بالمرض، وهذا ما يفسر عودة بعض الأوبئة كحمى التيفويد ومرض السل، لكن نسب وفياتها قليلة جدا مقارنة بالماضي، فتقدم الطب وظهور لقاحات معززة للمناعة الذاتية و التشخيص المبكر وكذا التحاليل المخبرية التي تشخص نوع الجراثيم والأوبئة لعبت دورا هاما في الحد منها.

الصحة النفسية والمرض

تدخل السمنة، ضغط الدم المرتفع، السرطان، الفشل الكلوي، الإضطرابات النفسية، ضمن دائرة أمراض العصر لكن جزءا كبيرا منها له ارتباط وثيق بالصحة النفسية على اعتبار أن كل أعضاء الجسم عبارة عن طاقة وإن كانت محسوسة، فتدهور الصحة النفسية المؤثر قرحة المعدة والقولون العصبي والمثانة العصبية يشكل ظاهرة عامة، فالكثير من هذه الأمراض المنتشرة لها أسبابها وأعراضها، ولكن هناك ارتباط وثيق بينها وبين الصحة النفسية وذلك يرتبط بعدة عوامل منها:

النوم المنتظم

في هذه الحالة ينام الكثير من الأشخاص أقل من 5 ساعات في اليوم أو الذين ينامون بالنهار ويسهرون بالليل معرضون للسمنة أكثر من غيرهم بنسبة 50٪، لأن الجسم يفرز هرمون جريلين Grelin وهو هرمون الجوع يفرز في الجسم ويجعل الإنسان في حاجة إلى السكر ولذلك يأكل أكثر وبالتالي يصبح معرضا لأخطار السمنة، مرض السكري، ارتفاع الكوليستيرول في الدم، فالوقت الملائم للنوم هو الليل فخلال النهار العقل يدرك أن الفترة هي وقت للنشاط ولكن الشخص مصر على النوم والدماغ يقاوم وبالتالي يتعب ويستسلم وبهذا يظهر التوتر والقلق.

إذا استمر هذا النظام المختل فسيؤثر على جهاز المناعة الذاتية الشيء الذي يجعل الإنسان مقتربا من احتمالية مرضه بالسرطان، ولأن قلة النوم تؤدي إلى الإجهاد يقوم الجسم بإفراز الجليكوز في الدم الذي يعوض التعب ومع مرور الوقت يبدأ الجليكوز بملئ الأوعية الدموية ويزداد احتمال إصابة الإنسان بداء السكري وتتراجع قدرة الأوعية الدموية على تحريك الدم بشكل فعال وتضعف مع الوقت وبهذا يصاب الإنسان بأمراض ضغط الدم، ومن الحلول البسيطة التي تعوض الأدوية هي تجهيز غرفة النوم أي تكون غرفة حقيقية للنوم يعني من الواجب أن تكون مظلمة وهادئة وباردة نوعا ما لأن الأشعة الزرقاء المنبعثة من شاشات التلفاز والهاتف تمنع تدفق هرمون النوم في الجسم.

اتباع نظام غذائي متوازن

وينطلق هذا النظام من نوعية الأكل وكميته التي كانت تركز كثيرا على كمية النشويات والسكريات والمنتجات الحيوانية هي سبب ظهور امراض العصر لكن في المقابل هناك أغذية لها مفعول مباشر في تقوية جهاز المناعة الذاتية كالشاي الأخضر الذي يساعد في الحفاظ على صحة خلايا الجسم ضد عمليات الأكسدة مما يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، والسمك غني بمادة السيلينيوم الذي يساعد خلايا الدم البيضاء على إنتاج بروتين السيتوكينات الذي يعمل على مقاومة الأنفلونزا، الثوم الذي يحتوي على مادة الأليسين التي تكافح البكتريا والعدوى ويرفع ممن قدرة جهاز المناعة على محاربة الخلايا السرطانية، السبانخ غنية بالمغذيات ومداضات الأكسدة وفيتامين س، لبن الزبادي يحافظ على المسالك المعوية ويبقيها خالية من الجراثيم الضارة، الشعير يحتوي على مضادات الميكروبات والأكسدة، البروكولي يحتوي على معادن وفيتامينات نساعد على تقوية جهاز المناعة، البطاطس الحلوة تساعد على مقاومة الشيخوخة ومكافحة السرطان، العسل مصدر هام للطاقة ويستخدم كمضاد للإتهاب ومقاوم للفيروسات ونزات البرد، اللوز يحتوي على فيتامين ه وفيتامين ب المفيدة جدا لجهاز المناعة الذاتية.

الحركة المرتبطة بالرياضة

يجب تمييز الحركة حسب النشاط المعتمد، فالعاملون بجهد عضلي أي عملهم يحتاج إلى جهد حركي فهؤلاء الأشخاص لا يحتاجون إلى رياضة لأنهم يتحركون بجهد ويعملون بعضلاتهم، أما الأشخاص الذي يعملون وهم جالسون وبعض المسنين والنساء على وجه الخصوص فهم يحتاجون إلى الرياضة لأنها تطرد السموم بسبب التعرق من خلال مسامات الجلد تصل إلى 10٪ وطبعا هناك قواعد خاصة بالرياضة لأن العشوائية فيها تهلك الناس، فالرياضة هي عامل أساسي لحركة الجسم والإحساس بالجوع وهذان العاملان الأساسيان اللذان بدونهما لا تستقيم فيزيولوجية الجسم، والرياضة لابد ان تكون منتظمة معنى ذلك ان تكون هذه الحركة يومية خارج المنزل مع أكل حفنة تمر ونصف كأس من الماء مع الفواكه الطازجة دون طحنها كعصير نظرا لاحتوائهما على الألياف الغذائية والأملاح المعدنية لأنهما يخفضان الكوليستيرول.

error: المحتوى محمي !!