الإعلام والترويج للمسيح الدجال

الإعلام والترويج للمسيح الدجال

يعدّ ظهور المسيح الدجال من العلامات الكبرى للساعة، وهو فتنة عظيمة يُبتلى بها الناس، فقد خصه الله تعالى بخوارق ومعجزات تكون امتحانا للخلق.

ومهما أتى هذا الكذاب بأشياء غير مألوفة، فهي أحداث يعلمها المسلم مسبقا لأنها جزء من إيمانه الراسخ، فالله الذي خلق الدجال بعث نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالحق ليطلع عباده على حاله وكيفية الخلاص من شره.

لاسيما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حذر أمته من المسيح الدجال، وذكر كل أوصافه وأفعاله، كما حذر منه قبلا جميع الأنبياء -عليهم السلام-، لكن المعتقدات الباطلة والتحريف الذي طال الكتب السماوية السابقة لنزول القرآن الكريم جعل من المسيح الدجال ملكا أو بطلا مخلصا يتم الترويج له إعلاميا وبشتى السبل تمهيدا لظهوره.

ففي المعتقدات اليهودية المزعومة هناك مسيح منتظر، فظهر منهم من يدعي أنه المسيح، مثل: أبا عيسى بأصفهان، وشبتاي تسفي في سالونيك، وقد ظهر بطلان هذه الإدعاءات، ليظل اليهود في انتظار بطلهم الذي يسعون لحشد أكبر عدد له من الأتباع قبل خروجه، متغلين في ذلك التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام.

ومن ذلك ما قامت به نتفليكس بإنتاج مسلسل عن المسيح الدجال بعنوان مسيحا ( MESSIAH )، حيث يصور البطل كشخصية عظيمة تخرج من المسجد الأقصى بفلسطين لقيادة العالم ويتبعه الناس ويكتثلون لأوامره.

وأمام هذا الانفلات ومحاولة الضغط لتثبيت فكر إرث لعقائدي باطل وتاريخ مزيف، صار لزاما العمل بجد وتعليم الأجيال أن تمسكها بالإسلام هو السلاح الحقيقي لمواجهة أي خطر وقتنة.

فالإيمان بالله تعالى ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا التي يتفرد بها بلا شريك أو ند هي مصدر قوة كل إنسان موحد، ومن ذلك لا مجال للشبه بين الخالق المنزه والمخلوق الضعيف، فالدجال أعور والله ليس بأعور.

ولا يلقى العبد ربه ولا ينظر لوجهه إلا بعد دخول الجنة إذ أن أعظم نعيم فيها أن يرفع الحجاب يُسمح لعباد الله الصالحين أن يروا ويتذوقوا لذة النظر إلى وجهه الله الكريم، أما الدجال فيلقاه الناس وينظرون إليه.

الحذر.. الحذر مما يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات بكسب الثقة والادعاء بتنوير الفكر بمواضيع مشوهة فكريا مخالفة عقائديا، صارت تجد إقبالا وقبولا لدى أكثر المجتمعات تحفظا، فكيف إذن لن يجد الدجال وأتباعه أنصارا ومؤيدين؟.

كل الدلائل تشير إلى أن اليهود استولوا تماما على وسائل الإعلام العالمية بما في ذلك من وكالات أنباء، قنوات التلفزيون والإذاعة، الإنتاج السنمائي، الشبكات الإعلانية وغيرها من الوسائل التي تبث موادا إعلامية تخدم مصالحها فحسب، والأمر سيان لمواقع التواصل الاجتماعي، وقد ظهر جليا في التعاطي مع العدوان الصهيوني على غزة، وانتهاكات بيت المقدس، حيث عمدت هذه المواقع لحذف المناشير والفيديوهات، وإزالة التغريدات وإغلاق الحسابات المعادية للكيان الصهيوني، وكذلك يحدث مع حرب روسيا على أوكرانيا، فمن يدعمه اليهود يصير صاحب حق ومظلمة.

من أجل إنجاح مخططاتهم وإدارة مصالحهم وتوجيه الرأي العام العالمي، يبذلون المال الكثير لشراء الذمم ومن يعارضهم أو يعترض طريقهم فسيلحقون به الفضائح والتشهير بل قد يضيقون عليه حتى في وطنه أو تلصق به تهمةالإرهاب، فلا مجال لتوقيف مشاريعهم، وما أسهل الأمر مع التطور التكنولوجي وفتح باب واسع على العالم الافتراضي ليسير العالم الحقيقي.

لذا من واجب كل واحد الانتباه لما يتلقاه من رسائل عبر الشاشات على اختلاف أنواعها وأحجامها، والحرص على تربية الأبناء ومتابعتهم بالتنشئة السليمة، فالإعلام اليوم لا يخضع لرقابة ولا حدود تمنعه من ولوج أي بيت، حتى الرسوم المتحركة غدت معاول هدم للقيم وزرع لأفكار غريبة للغزو الفكري والثقافي من أجل تغيير هوية الأمة.

395 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *