يدعي بعض المحسوبين على التيار العلماني أنهم رواد التحضر والمدنية والحقيقة أنهم عين التخلف والجهالة، فهم لا ينفكون عن التطاول على الثوابت والقيم، ويحاولون تسويق معتقدات باطلة تخالف الفطرة والعقل، يجاهرون بالعداء لأعظم وأقدس وأصح الأديان من غير خجل أو تورع، فما يقدمونه من تصريحات أو يكتبونه من خربشات وأباطيل لا تصدر إلا من أشخاص مضطربين ضلوا في الدنيا السبيل حد الإلحاد، لا يحملون سوى الكراهية والحقد والعجز طبعا، مرة بالإساءة للصحابة رضوان الله عليهم ومرة أخرى بإنكار أحكام الشرع أو مهاجمتها على أنها رجعية وتخلف، أو حتى تخريج فتاوى مبنية على التقليد وتأييد أي فكر شاذ.
قدحوا في التاريخ الإسلامي، ووصفوا بطولاته بالهمجية والوحشية لأنهم يجهلون أن الجهاد حرب مقدسة لنشر الإسلام ومحاربة أعدائه وصدهم قولا وفعلا، وبه قام هذا الدين وعلت رايته وهو من أعظم الطاعات التي صنعت أروع الفتوحات، وفيه قال الله تعالى:” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم“( سورة التوبة/ آية: 111).
الجهاد ماض إلى قيام الساعة ومادام هناك حق وباطل فالمعركة مستمرة وبكل مظاهرها التي ينكرونها وهي جزء من عقيدتنا العظيمة السمحة.
هذه العقيدة الأرفع والأسمى من أن تنال منها أقلام لا تقع إلا في مواطن العفن والشبهات، ولم تنتفض يوما لنصرة قضية عادلة، أين هي من شعوب الإيغور، بورما، سوريا، العراق واليمن؟، لكن دوما نجدها حاضرة نصرة لشارلي إبدو صحيفة المسخرة النجسة، مع حرية التعبير والإبداع السينمائي لإنتاج أفلام مسيئة للنبي صلى الله علية وسلم أو داعمة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
يسعون لإطفاء نور الله لأنهم يعيشون في ظلام حالك يخشون زواله لكي لا تنكشف عيوب فكرهم المشوه ولسانهم المعوج الذي يخوض في الأعراض وسير السلف وحتى الخلف، بل يثبطون من عزائم الشباب ولو بنعتهم بالكسالى والمتسلقين، ونسوا أن خط سيرهم يحفه الذباب ولم يقاطع يوما مفاهيم الشرف والنبل المحذوفة من قواميسهم الجاهزة المبنية على التبعية والمشبعة بثقافة العري والمجون .
من المعيب والمشين أن منهم من ينتمون للعالم الإسلامي وهم يتبنون أفكارا تسعى لهدمه ومحاربة قيمه ولو بالأكاذيب والأباطيل، ويستميتون في الدفاع عن كل مسؤول يسيء لثوابته كما حدث لحذف البسملة، وكأن ذلك سيجعل من أبنائنا نوابغا وأصحاب عقول نيرة متحررة تحل كل مشكلة ستواجهها.
أصل المشكلة مع فئة الداعين للعلمانية عندنا هو تقليدهم للغرب وجهلهم أن الغرب علماني في التنظير صليبي في التطبيق، وإلا لماذا يعتمد العطل على أساس ديني لماذا يمول الكنائس والبعثات التبشيرية، أما عن بني صهيون فلا داعي للحديث لأن مشروع تهويد القدس لن يهدأ أبدا، وصور جنودهم بطواق صغيرة مع البزة العسكرية أبلغ ترجمة لتطرفهم، في حين يعيبون على المرأة عندنا تحجبها وحشمتها ويسعون لإخراجها من عفتها بدعوى الانفتاح والتطور، من أجل إنشاء أجيال بلا ثوابت ولا هوية، وهذا ما لن يكون يوما.
حالات شاذة ومنسلخون يشكلون قلة قليلة جدا لا تمثل الواحد بالمئة من الشعب الجزائري يسعون للظهور بعدائهم للإسلام ولكن لا مكان لهم بيننا لأن أمرهم مفضوح ومخططاتهم مكشوفة.
فالجهات العميلة والتي تدعي التميز تحت عباءة التقدم والعصرنة وحب الوطن والتفاني في خدمته وخروجها بمناشير، تغريدات وتعاليق مجانبة تماما للصواب كمحاولة لتقبل الخطأ وتمرير قرارات مجحفة لن تنجح في مساعيها وفي الأمة أباة أشراف.
تطاول البعض وتكالبهم على أصحاب الضمائر الحية والنفوس الصادقة بالإقصاء كقولهم: يمكن لك أن تترك أبناءك في البيت ولا تلحقهم بالمدرسة إن لم يعجبك الوضع بحذف البسملة وحصر التربية الإسلامية في ساعة واحدة أسبوعيا وغيرها من التجاوزات، فالرد عليهم واضح وبسيط، الأوطان ليست مستعمرات صليبية، فضلا عن أنها ليست ملكية خاصة ومدارسها للجميع، ومن حق كل مسلم أن يحيا بهويته وفقا لثوابته، ولسنا بحاجة إلى دساتير أو نظريات وغيرها من الترهات لأن ديننا دين ودولة، كتابنا منزه عن الأخطاء وقد نظم حياة المسلم عبادة وعادة ولن يشق أو يضل من اتبعه.