أخبار

الحملات الصليبية بين الماضي والحاضر

الحملات الصليبية بين الماضي والحاضر 1

المحتويات

تقديم

ترويع الآمنين وقتل العزل ونشر الرعب والهلع والتصفيات العرقيةونهب ثروات وخيرات البلدان، كلها أعمال مباركة وتتخذ من الشرعية الدولية مطية لها، أما من ثار لرفع الظلم عن نفسه أو طرد غاز من أرضه فإنه سيرمى بتهمة الارهاب لا محالة.

حتى الوقوف مع القضايا العادلة والتعاطف مع المظلوم غدا تهمة تستحق العقوبة، ومعتقلات الموت جاهزة، بما تحويه من غضب الغربي الحاقد لتستحيل الحياة إلى جحيم على الأرض، وما غوانتانمو إلا حقيقة مؤلمة وصورة بشعة لم تجد من يمزقها لينسخ منها المزيد، نسخة في العراق، في أفغانستان، وفي مالي وغيرها كثير، في ظل غياب الصورة الواقعية والمعلومة الصادقة بسبب التعتيم الإعلامي المتعمد لإخفاء الحقائق التي يستحيل أن تجهلها شعوب تعرضت للاحتلال لقرون من قبل دول تحمل راية دعم الحريات وحماية حقوق الإنسان، وعلى الوجه الآخر وصمة الحروب الصليبية مازالت تلوح من بعيد.

عودة الحروب الصليبة

أحفاد بابا الكاتوليك أوربان الثاني -Urban II- يعثون في الأرض فسادا، بداية من حرب المجرم بوش وحملته الصليبية العاشرة، إلى الغازي هولاند ثم خليفته الأرعن ماكرون الذي لا يقل حقارة ونذالة عن أجداده الذين حملوا الجزائريين رهقا، وعادوا اليوم لنهب الساحل الإفريقي وتدمير منارة العلوم الشرعية، هذا البلد الذي عانى الويلات على يد حكومة باماكو لأكثر من خمسين عاما، إبادات جماعية للشيوخ والنساء والأطفال ولم يحرك أحد ساكنا، أما هدم أضرحة الأولياء والصالحين بمدينة تومبكتو  فإنه يرقى لجريمة حرب، أو ليست الحرب إذن هي حرب عقيدة  أو ليس حكم الشريعة يرفض بناء الأضرحة وعبادة القبور والتبرك بالأولياء، فالعبادة لخالق العباد وحده.

إقرأ أيضا:МаксиМаркетс: обзор брокера и отзывы трейдеров о торговле

مشجب  الإرهاب والجماعات المسلحة صار كذبة مفضوحة، والاستخبارات الغربية تسمع دبيب النمل على أراضي المسلمين فكيف تعجز عن خلق جماعات تخدم مصالحها أو عملاء ينفذون مخططاتها التي تسعى لضرب الاسلام ونهب خيرات الشعوب المستضعفة بتواطئ حكومات طريقها والشرف خطان متوازيان.

تختلف التسميات والحقيقة واحدة، الحرب المقدسة أو الحرب على الإرهاب وجهان لعملة واحدة، فالحروب الصليبية كانت سلسلة من الحملات العسكرية التي جاءت من أوروبا باتجاه ديار الإسلام في الشام والعراق ومصر، وكان جيش الصليب يضم أفرادا من إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والبرتغال ورومانيا وصقلية وقشتالة (إسبانيا) وغيرها من الدول الغربية، في هذه الأثناء أمريكا لم تظهر بعد للوجود وإلا كانت ستنضم للمجموعة.

التقت قوات كل بلد في القسطنطينية، لتبدأ حملة غزو ديار المسلمين في عهد الخلافة العباسية، غير أن الحكم الفعلي كان بيد الأمراء والقادة من الأعراق المختلفة التي تتابعت على حكم الأمة الإسلامية، فكانت المواجهة مع الدولة السلجوقية، وهي دولة من المسلمين السلاجقة الأتراك الذين ينحدرون من قبيلة قنق الأوغوزية، نشأت في كنف الدولة العباسية، وقد وصلت حدودها إلى القسطنطينية، وأنهى المغول حكمها بعد أن انقسمت إلى عدة دويلات.
لتخلفها الدولة الزنكية في صد عدوان عبدة الصلبان، ومن بعدها الدولة الأيوبية وفيها استرجع بيت المقدس من قبلالناصر صلاح الدين الأيوبي بمعركة حطين، وتلتها الدولة المملوكية التي عمرت قرابة ثلاثة قرون وأنهت الوجود الصليبي على أراضي المسلمين.

إقرأ أيضا:

 الحروب الصليبية قامت بدافع ديني إلا  أن الأطماع المادية كانت محركا قويا لها، فالملوك طمعوا بزيادة ثروتهم وتوسيع نفوذهم ومد أراضيهم وتوقيف الفتوحات الإسلامية التي دخلت أوروبا، أما العامة الذين عانوا من الفقر والفاقة تمنوا التخلص منه، كما أن المجرمين والمنبوذين غجتماعيا وجدوا فرصة لإثبات وجودهم، وممارسة أعمالهم من نهب وسرقة واعتداءات وبمباركة من الكنيسة.
وفي العصر الحالي تنشط منظمة حلف شمال الأطلسي ( North Atlantic Treaty Organization)‏ أو ما يُعرف بحلف الناتو الذي يتكفل بالغزو وتدمير الأوطان بكل أريحية وبقرارات رسمية، بل وتمنح له كل الصلاحيات تحت ستارة الشرعية الدولية.

من محاكم التفتيش إلى غوانتانمو

بعد سقوط غرناطة آخر قلاع المسلمين في الأندلس عام 1492م، انتهى حكم  بني الأحمر ومعه حكم المسلمين الذي دام ثمانية قرون في إسبانيا، وبدأت سنوات الجمر أين أحرق الصليبيون القرآن الكريم والكتب الدينية والعلمية، وفتحوا مراكز للتعذيب أسموها محاكم التفتيش وهي مؤسسة كاثوليكية تخضع لسلطة الكنيسة وتجبر المسلمين على التحول للمسيحية طوعا أو كرها، فإن لم يرضى المسلم بالتخلي عن دينه فالتعذيب والتنكيل مصيره المحتوم، فكل أساليب الإجرام حاضرة، سلخ، كسر، حرق، غمر بالماء (غرق)، الكرسي المحفوف بالمسامير ويجلس عليه السجين بالقوة لتخترق المسامير جسده حتى الموت.

إقرأ أيضا:حقد ماكرون على الجزائر يجعله يختلق الأكاذيب بوقاحة

واليوم يعتقل المسلمون ولو بالشبهة ويلقون في معتقل غوانتانمو بكوبا والمجهز ببرامج خاصة للتعذيب النفسي والجسدي، الضرب المبرح، الإغراق، والحرمان من النوم والإذلال وغير ذلك من الأساليب الوحشية، ومن قبله سجن أبو غريب بالعراق وسجن باغرام في أفغانستان والقائمة ماتزال طويلة.

بين الماضي والحاضر يبقى الأسلوب واحد والهمجية نفسها، فلا يعني امتلاك تكنولوجيا ووسائل إعلام جاهزة تحت الطلب وإرتداء طقم عصري فاخر وحذاء لامع الأحقية في القيام بالفظائع والتستر عليها بمباركة دولية، كما أن الزي التقليدي واعتمار طاقية والتكلم بلسان عربي لا يعني أبدا التخلف والعدوانية، ومن العدل إعادة مصطلح الإرهاب لأهله، فمن أطلق هذه التسمية على الأبرياء أولى بها، وتليق تماما بوحشيته الذي تسري في دماء بني جنسه منذ القدم، أما من يسعون للحفاظ على عقيدتهم الصحيحة وتطبيق أحكام دين الحق فلن يثنيهم عن ذلك لا الإعلام المأجور ولا الطائرات المسيرة أو الدبابة.

السابق
بيان قيادة طالبان بعد الإعلان عن الحكومة الجديدة في أفغانستان
التالي
Трансляция Табло Футбольного Матча Чемпионата Мира По Футболу Эквадор
مقالات تهمك

اترك تعليقاً