الخلفاء الراشدون.. حكم راشد على منهاج النبوة

الخلفاء الراشدون.. حكم راشد على منهاج النبوة

الخلفاء الراشدون

الخلفاء الراشدون هم الحكام الذين قادوا الأمة الإسلامية خلفا لنبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم، عددهم أربعة وهم أبو بكر، عمر، عثمان وعلي -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وقد بدأ فترة هذا الحكم الراشد من يوم الاثنين 12ربيع الأول 11هـ إلى اليوم 17 رمضان سنة 40 هـ، أي حوالي 30 سنة كما أخبر عن ذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام-،  فعن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله –عليه الصلاة والسلام- ، قال:” سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:( الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا)، قَالَ: أَمْسِكْ خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَتَيْنِ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَشْرًا، وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سِتًّا”.

وقد حكم هؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم- بعدل وأقاموا شرع الله وطبقوا تعاليم الإسلام كاملة من غير نقصان أو تغيير، فأعزهم الله وقوى شوكتهم وجعل ذكرهم طيبا بين الخلائق وبشرهم بالجنة ويا حسن المآب.

أبو بكر الصديق –رضي الله عنه-

عبد الله بن أبي قحافة التميمي القرشي ولد عام (50 ق.هـ/ 573 م)، من أثرياء قريش، كان أول من أسلم من الرجال الأحرار دون تردد، وأحد كتاب الوحي، ومن العشرة المبشرين بالجنة، هاجر مع النبي –صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان صاحبه في الغار الذي نزلت فيه الآية من سورة

شهد كل أحداث الدعوة، لاسيما غزوة بدر الكبرى، كما جهز جيش أسامة بن زيد –رضي الله عنه- الذي أعده رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

 ولما مرض النبي –عليه الصلاة والسلام- قبيل وفاته أمر أبا بكر أن يؤم الناس في  الصلاة، ثم تولى خلافة المسلمين، فنظم شؤون الدولة والإدارة.

قاد حروب الردة ضد مانعي الزكاة، وأرسل الجيوش لفتح العراق وبلاد الشام.

الفاروق عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-

أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، من أشهر الشخصيات والقادة في التاريخ الإسلامي، ولد سنة 40 ق.ه، تولى الخلافة بموجب عهد من أبي بكر وبايعه الصحابة -رضي الله عنهم- عليها، استمرت خلافته عشر سنوات من 13 هـ إلى 23 هـ.، بعدما استشهد جراء طعنة خنجر مسموم و هو يصلي صلاة الفجر على يد أبي لؤلؤة المجوسي.

اشتهر عمر -رضي الله عنه- بعدله وبأسه وورعه، وقد شهد عصره فتوحات إسلامية عظيمة، منها فتح مصر والشام وبلاد فارس، وقد دخل بيت المقدس واستلم مفاتيحه.

عثمان بن عفان –رضي الله عنه-

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي، ولد في مكة المكرمة بعد عام الفيل بست سنين، من بطن بني أمية ومن كبار الأثرياء، لُقب بذي النورين، لأنه تزوج من ابنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهما رقية وأم كلثوم -رضي الله عنهما-، فبعد وفاة رقية زوجه الرسول -عليه الصلاة والسلام- من أم كلثوم.

أسلم لما دعاه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إلى الإسلام، وعمره 34 عاما، فكان رابع من أسلم من الرجال، تولى الخلافة وعمره 68 عامًا، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشورى وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة، وذهب المدعوون إلى لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وأوصاهم باختيار خليفة من بينهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة 23 هـ فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين.

عرف بإنجازات عظيمة منها “مصحف عثمان” حيث جمع القرآن الكريم الذي كان قد بدئ بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر- رضي الله عنه-.

كما تم فتح مرو وتركيا والإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وأفريقيا وقبرص في عهد عثمان -رضي الله عنه-، وكان أول من أنشأ أسطول بحري إسلامي لحماية سواحل بلاد المسلمين (البحر الأبيض المتوسط) من هجمات البيزنطيين.

علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان يصل نسبه إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- وهو ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-

ولد بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، أسلم وهو صغير فكان أول من أسلم من الصبيان، بعد هجرته للمدينة تزوج من فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- بنت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

صار خليفة بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه- وقد انتشر العلم في عهده حيث ظهرت مدارس الفقه والنحو، ووضع أبو الأسود الدؤلي النقاط على الحروف، وتم بذلك تشكيل حروف القرآن أول مرة.

384 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *