السكري مرض مزمن
يعتبر داء السكري من الأمراض المزمنة والشائعة في المجتمعات، بحيث يتعايش المرضى معه دون كشف مبكر لوجوده، لحين يصلوا إلى مرحلة المضاعفات والتي تكون في بعض الأحيان قاتلة.
يعد التشخيص المبكر لمرض السكري الوسيلة الأنجع للحفاظ على الصحة وتفادي المضاعفات الخطيرة، فما هو إذم مرض السكري؟ وما هي أنواعه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟.
داء السكري
مرض السكري هو ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة خلل في إفراز هرمون الأنسولين، وهذا الخلل إما يكون نقصا حادا في هرمون الأنسولين الذي يسبب مرض السكري من النوع الأول، أو يكون خللا في استعمال الأنسولين الذي ينتج عنه سكري من النوع الثاني، وبالتالي النوع الأول يصيب الأطفال والشباب ويكون بصفة حادة وعلاجه يكون عادة بحقن الأنسولين، أما النوع الثاني فهو الأكثر شيوعا يصيب الأشخاص المتقدمين في السن و يحتاج إلى التشخيص المبكر لتفادي مضاعفاته، أما عند المرأة الحامل فيكون مؤقتا يصاحب مرحلة الحمل وغالبا ما يتم التعافي منه بعد الولادة، غير أنه يمكن أن يتطور ليصبح داء من النوع الثاني.
أعراض مرض السكري
وتتمثل أعراض السكري من خلال العلامات التالية:
- نقص في الوزن.
- حالات الإجتفاف التي تصيب الذات بحيث داىما يشعر بحاجة ماسة إلى شرب الماء.
- التبول الشديد أو الإفراط في الذهاب إلى المرحاض.
- التعب الشديد دون أي جهد بدني.
- خلل في الرؤية بالعين.
عوامل الإصابة بداء السكري
هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض السكري، وحاليا توجد عوامل للخطر تؤدي في غالب الأحيان إلى حتمية المرض وهي:
- الوراثة: التاريخ الوراثي للعائلة، مثلا إذا أصيب أحد الأبوين أو هما معا بداء السكري فلابد للأبناء عند الوصول إلى الأربعين سنة أن يخضعوا لقياس نسبة السكر في الدم بشكل دوري.
- السمنة: الزيادة في الوزن عامل مباشر للإصابة بداء السكري، خاصة وأن السمنة أصبحت تصيب شريحة كبيرة من المجتمع في صفوف الأطفال والشباب وهي عادة ما تفاقم الداء إلى النوع الثاني.
- العمر: التقدم في السن هو عامل آخر للتعرض للإصابة بداء السكري.
- ارتفاع الضغط الدموي وارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم فلابد لخضوعهم إلى التشخيص المبكر لتفادي مضاعافات السكري من طرف طبيبهم المعالج.
- سوابق داء السكري عند المرأة الحامل لأنها تلزمها تتبعات معالجة بعد الولادة وتخضع لتحليل التشخيص المبكر.
التشخيص المبكر للسكري
يعد التشخيص المبكر وهو عبارة عن تحليل الدم في المختبر للتعرف على نسبة ارتفاع السكر في الدم وتؤخذ جرعة الدم بعد صيام لمدة ثمان ساعات أما نتيجة السكر في الدم إن تجاوزت 1.26 غرام في الدم فهنا نتكلم عن ارتفاع نبة السكر في الدم وإن كانت أقل من غرام واحد فهنا يجب إعادة التحليل كل ثلاث سنوات وإن كان كانت ما بين غرا واحد و 1.26 غرام فهذه تعتبر مرحلة ما قبل السكري وهذه المرحلة توجب تغيير العادات الغذائية لتفادي الإصابة بمرض السكري.
الوقاية من داء السكري
وللحماية من الإصابة بمرض السكري لابد من تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام أيضا يعتبران علاجا طبيعيا لمرض السكري.
كما يمنح الأشخاص المعرضين للإصابة به إلى مرحلة ما قبل السكري وتفاقم أعراضه، وبالتالي فالتغذية المتوازنة تكون عادة بانقاص كمية السكريات المستهلكة وتفادي الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية المتواجدة في الأكلات السريعة والمشروبات الغازية، أما بخصوص الرياضة فهذه الأخيرة مهمة جدا دون حاجة إلى القيام بمجهود عضلي كبير جدا لاسيما عند الأشخاص المسنين ولكن ينصح بالمشي المنتظم كل يوم 30 دقيقة كافية دون إجهاد للقلب ولا للجسم.
وعليه فالحفاظ على التغذية المتوازنة والرياضة المنتظمة تحافظ على انخفاض نسبة السكر في الدم كما تعمل على إنقاص مستوى الضغط والكلسترول في الدم كما يختص العلاج بالأدوية في تخصيص الأقراص عند مرضى السكري من النوع الثاني وحقن الأنسولين.
ويبقى الحديث عن النظام الغذائي المتوازن ليس مختصا بمرضى السكري فقط وإنما يعني الكثير من الأشخاص حتى العاديين منهم لأنه يعتبر نظاما أصليا لدى الجميع مع الإبتعاد عن التداوي بالأعشاب بعشوائية، فالطب البديل مفيد جدا لكن ياستشارة أخصائي، كأوراق الزيتون المنقوعة في الماء وشرب المحلول، يعد طريقة مثالية لمحاربة السكري، ولكن يجب اتباع نصائح الخبراء لتفادي انخفاض نسبة السكر في الدم بطريقة مفاجئة، بحيث يعد الإفراط في تناول هذا المشروب خطرا يؤدي إلى مضاعفات تصل حد الغيبوبة.
بالنسبة لاتباع النظام الغذائي فلابد من الإرتباط بالأغذية التي تحتوي على نسبة السكر في الغذاء مثلا المصاب بداء السكري قديما كان ممنوعا من الفاكهة ذات اللون الأحمر وأصبح أكثر اتجاها إلى الأغذية ذات المؤشر السكري كالخبز الكامل إذ ينصح بتناوله والإبتعاد عن الخبز الأبيض، وذلك راجع إلى أن الأول غني بالألياف الغذائية وهذا يعني أن مؤشر السكري يحدد نسبة السكري في الدم.
ومن الأغذية الموصى بها الخضر جميعها وتكون مطهوة بشكل كامل لأنها تساهم في امتصاص السكر من الدم، وعلى المريض تجنب استهلاك نوعين من النشويات خلال وجبة غذائية واحدة، مثلا أكل الخبز والبطاطا لأنها تساهم في الرفع من نسبة السكر في الدم على المدى البعيد.
إمتناع المريض بداء السكري أكل العسل إلا النوع المخصص له، حتى لو كان طبيعيا أو مصنعا من التمور والفواكه المجاورة له، ولكن هناك بعض الحالات الإستثنائية التي يسمح لهم بأكل كل هذه الأطعمة السابقة الذكر مع تضاعف المدة الزمنية للمواضبة في اليوم على الرياضة.
لتفادي الوصول إلى المضاعفات لدى مرضى السكري يجب اتباع النظام المتوازن ووصفة الطبيب بشكل دقيق والحركة بحيث ما يجب على المريض اتباعه هو الحفاظ على وقت الوجبات الغذائية المتبعة، ووقت ممارسة الرياضة وكذا وقت الأدوية مثلا إذا كان المريض يمارس الرياضة مساء وأراد اليوم تغيير موعد الرياضة سينقص بشكل ملاحظ من نسبة السكر في الدم وذلك راجع إلى أن وجبة الإفطار غير كافية للقيام بالنشاط الحركي عكس وجبة الغذاء وبهذا فاستهلاك الطاقة تكون مناسبة للوجبة الغذائية المتبعة وعلى هذا الأساس تكون هذه الأنظمة المتبعة لدى مرضى السكري سهلا وبسيطا بعد الإستشارة الطبية والمحافظة على الوقت والكميات الموصى بها من السكريات المصنعة أو الطبيعية خلال اليوم الواحد مع الملازمة للحركة والوصفات الطبية.