الصعوبات التي تواجه تدريس الإنشاء

صعوبات التعبير

تدريس الإنشاء من المشكلات الصعبة، إذ أن المتمدرس يجد صعوبة في إنتاج تعبير كتابي متقن مقنن، و حتى من الناحية التعبيرية شفويا كثيرا ما يستعصي ذلك على التلاميذ.

إذ يتعلق الأمر بعدم القدرة على تحرير ولو فقرة كتابية حول موضوع معين، مما يستوجب إيجاد حلول لهذه المعضلة، لأنها تعرقل عملية التواصل وتخلق فجوات بين المرسل والمتلقي.

فيما يلي سيتم الوقوف على الوضعية، ومحاولة تحديد أسبابها، والبحث عن حلول لها، لاسيما أن المتعلم يجد صعوبة في التحكم في مادة التعبير، وبصورة خاصة في الوسط القروي الذي تنعدم فيه الشروط التعليمية المحفزة، والمثيرة، والمشوقة إلى التعلم.

عوائق الكتابة

أثناء ملاحظة كتابة المتعلمين تجعلنا نحدد توجهنا، وهو أننا لا نتحدث عن الأخطاء والأغلاط، ولكن عن العيوب التي تعرقل، وتسيء إلى إبداعية الخطاب في كتابات المتعلم، فهذه الكتابات تشتكي من عوائق عدة منها:

  • العيوب التركيبية الكثيرة: كإنتاج جمل دون فعل، ليس الغرض جملا اسمية، ولكن الأمر يخص جملا من المفروض أن تحتوي على فعل متصرف إلى زمن معين، فيتم إسقاطه مما يسبب خللا في البناء اللغوي ومنه اختلال المعنى.
  • سوء استعمال الأسماء والحروف و الظروف: نجد سوءا في استعمال حروف الجر لجهل معانيها، ففي مكان الباء يستعمل في إلى غير ذلك.
  • كما لايحسن توظيف الأسماء الموصولة، والإشارة، وما إلى ذلك مما يقحم التكرار والإطناب.
  • عدم اعتماد الترابط المنطقي والإيقاعي: أحيانا يأتي المتعلم بجملة طويلة تفتقر إلى الروابط، ولا تخضع للتسلسل المنطقي .
  • سوء استخدام علامات الترقيم: كاعتماد على الكتابة القاطرة دون توظيف لعلامات الترقيم، وأحيانا يوظفها توظيفا خاطئا.
  • التقطيع الفوضوي للمكتوب: يتبين من خلال بعض الكتابات، حيث نجد أن المتعلمين يجهلون معنى الفقرة، فهم يعودون إلى السطر عندما يصلون إلى حافة الورقة، دون استخدام علامات الوقف مما يصعب في تحديد فقرات النص، وتحديد أفكاره ومعانيه، وبالتالي فهم النص.
  • التوظيف السيء للورقة ( الفضاء ): مما يسبب فوضى في ترتيب الإنتاج الكتابي.
  • استعمال الألفاظ العامية وضمها إلى الجمل الفصيحة.
  • المناهج والكتب والطرق المتبعة في التدريس، فبعضها صعب مبهم وبعضها الآخر بمستوى متدن.
  • إلى جانب عوامل أخرى كالعوامل النفسية منها الخجل، نقص الثقة بالنفس.
  • عوامل تربوية: كنشأة بعض التلاميذ على العزلة وعدم المشاركة في القسم وصعوبة الاندماج.
  • سوء اختيار الموضوعات وإلزام التلاميذ بالكتابة في موضوع واحد يحدد لهم، ويفرض عليهم، مما يجعل الأغلبية تعتمد على النسخ واللصق خاصة من الإنترنت.
  • قلة تدريب المتعلمين على التعبير الشفوي
  • العوامل اللغوية: فقر الرصيد اللغوي بسبب العزوف عن القراءة.
  • الانتباه الهش بسبب الاهتمام الزائد بالصورة.
  • الأمية الأسرية والتي لا يجد المتعلم في مناخها العون اللازم في عمل الدراسي.
  • انعدام الحافزية والتشجيع.
  • كسل المتعلمين، وفقد الرغبة في هذا العمل المدرسي الذي يحرمهم بعض حريتهم، ويحبسهم بعض الوقت في تكليف ثقيل على النفس.
  • الوضع الاجتماعي للأسرة وغياب الاهتمام العائلي بالتكوين الدراسي والدعم العلمي.

حلول مقترحة

يمكن اقتراح بعض الحلول العملية للتمكن من مساعدة التلميذ في إنتاج تعبير كتابي مناسب، حيث:

  • ينبغي أن نركز اهتمامنا على المعنى لا على اللفظ، أي أن يهتم الأستاذ بالأفكار، ورغم أهمية اللفظ إلا أنه خادم للفكرة معبر عنها لا أساسها.
  • الاهتمام بالفكرة قبل اللغة، أي إصلاح الأخطاء في الأفكار ثم في الكتابة والعبارات.
  • يجب أن يتم التعليم في مواقف طبيعية مثل المواقف التي يستعمل فيها التلميذ اللغة في حياته.
  • تخصيص حصص معينة للتدريب على ألوان النشاط اللغوي.
  • تزويد المتعلمين بحساسية المواقف المختلفة ككتابة رسالة أو حكاية.
  • يجب على الأستاذ أن يهتم بتعبيره حين يكتب أو يتكلم فهو نموذج للتعبير الواضح البسيط.
  • توظيف فروع اللغة في تعليم التعبير، والعمل على إزالة الخوف والتردد في نفوس المتعلمين.
  • من الأفضل أن يمنح الأستاذ للتلاميذ مساحة من الحرية في تعبيرهم حتى يعبروا عن أنفسهم لا عما يريده الأستاذ
  • إشراك المتعلمين في تصحيح أخطائهم بقدر الإمكان.
  • تشجيع التلاميذ على المطالعة المستمرة.
  • ومجازاتهم والثناء عليهم عند التمكن من حل وضعية إدماجية بطريقة سليمة والوصول إلبى إنتاج كتابي جيد وثري يعكس امتلاكه القدرة على نقل الفكرة أو الشعور بجمل واضحة وتعابير جميلة.

547 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *