العلاج بالمعنى للتخلص من الحزن والكآبة

العلاج بالمعنى للتخلص من الحزن والكآبة

  أحيانا قد تعاني من صدمة في حياتك تعيقك من التقدم أو حتى الاستمرار فيما كنت فيه، فيصيبك حزن شديد، ويظهر الشعور بالاكتئاب الذي يقتل كل جميل داخلك، وتمحي رغبتك في الحياة، قد ترى أنك تعيش معاناة كبيرة وتعتقد أنها فوق طاقتك وتحملك، وذلك هو أكبر خطأ وخطر فالخالق لا يكلف إلا ما يسعها فلا يجهدها.

من بين الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة العلاج بالمعنى Logotherapy، ولهذا سيتم عرض أهم النقاط التي يجب أن تتبعها لنجاحه.

يقصد بالعلاج بالمعنى ذلك العلاج النفسي الذي تركز فيه على المستقبل من أجل تجاوز الحاضر بكل معاناته، وذلك عن طريق اكتشاف هدف أو معنى لحياتك، فأنت لأنك لا تستطيع تغيير ذلك الوضع الذي يصيبك بالحزن والكآبة فلا حل لك إلا أن تغير نفسك، عن طريق التركيز على تطوير المهارات التي يشجعها هذا النوع من العلاج مثل: التقبل وإعادة تفسير الحدث بطريقة إيجابية، فتركز على الإيجابيات فقط وتتغافل عن السلبيات، وعن طريق التفاؤل والاستعانة بالخالق، وفي ذلك جاءت وصية النبي ﷺ لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ، حيث قال له:” يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف”، فعلى الإنسان الاحتساب وتوسم الخير.

ومن أساليب هذا العلاج المنطقي ما طوره فيكتور فرانكل بعد نجاته من معسكرات الاعتقال النازية في الأربعينيات، وتم تفصيل خبرته ونظرياته في كتابه “بحث الإنسان عن المعنى”، ومن أهم التقنيات التي ذكرها لتجاوز محنة أو معاناة هي الانحراف: ألا تنشغل بالمشكلة، فتحاول ما أمكن أن تركز على أشياء أخرى في حياتك، فتقوم بإبداع أو خلق شيء ما إحساسًا بالهدف، والذي يمكن أن يعطيك معنى لحياتك.

ومن ذلك تطوير العلاقات بالآخرين لأن الدعم الاجتماعي يساعد على إيجاد هدف في الحياة، كما يمكن ايجاد هدف من الألم، حتى لو كان هذا نوع من الخداع الذهني، فسيساعد ذلك على رؤية زوايا مخفية من

يرى البعض أن العلاج بالمعنى ليس علاجا دينيًا بطبيعته، إلا أنه يركز على المفاهيم الروحية والفلسفية، ويهتم بمساعدة الأشخاص الذين يشعرون بالضياع أو عدم الرضا على أحداث حزينة وقعت لهم، هذا الرأي قد يجد حالات مشابهة في المجتمعات المادية التي تفتقد للمعتقد، وقد يتم توجيهها بالباطل إذا ما كان المعتقد منحرفا، لكن في المجتمعات ذات المعتقد السليم والتي تتبع المنهاج الصحيح فهي بالأساس تتبنى هذا المعنى في صميم إيمانها، حيث تؤمن أن الشدائد إلى زوال، وما ضاقت الدنيا إلا واتسعت، والأمم السابقة مرت عليها أزمات وتعاقبت عليها أحداث وكل ذلك انتهى، و ما بقي منها سوى تاريخا يُذكر، وقد سارت إلى ما قدمت، وعليه يجب السعي للعمل الطيب ومراقبة ما يبدر من فعل وقول، فكل ذلك سيجسل، حتى الصبر والرضا بالمصاب سيجسل في ميزان الحسنات..

المصادر

إرادة المعنى – أسس وتطبيقات العلاج بالمعنى، فيكتور فرانكل، (بتصرف حسب ما يوافق المعتقد السليم).

340 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *