من هم القرود الثلاثة؟
القرود الثلاثة صورة شهيرة في العالم حيث يظهر فيها القرد الأول ويداه تغطيان فمه أما القرد الثاني يداه تغطيان عينيه و أخيرا القرد الثالث بيديه اللتين تغطيان أذنيه وكل منهم يوجه بحركته رسالة لنقل ثقافة المجتمع الياباني وأسماؤهم كالتالي:
- 🙈ميزارو mizaru: الذي لا يرى الشر
- 🙉كيكازارو kikazary: الذي لا يسمع الشر
- 🙊إيوازارو iwazary: الذي لا يتحدث بالشر
أصل الحكاية
تعود قصة القرود الثلاثة إلى القرن السابع عشر الميلادي وهي محفورة في معبد توشوغو في نيكو Nikkoـ إذ ترتبط مجموعة من المعاني بالقردة في حضارة الشرق الأقصى باليابان، من بينها الربط بين الرجاحة و حسن التصرف.
يعتقد البعض أن القرددة المنحوتة بإتقان تمثل مبدأ دينيا ينص على أنه إذا كنا لا نرى لا نسمع لا نقول شرا نحن أنفسنا سنكون بعيدين و بمنأى عن كل الشرور.
في الصين أيضا وجدت عبارة مماثلة مقتبسة من حكم كونفوشيوس جاء فيها انظر إلى ما لا يتعارض مع الأدب و اسمع ما لا يتعارض مع الأدب و تكلم بما لا يتعارض مع الأدب.
أو كما عبر عن ذلك آخرون : لا تنظروا إلى ما يتعارض مع الحشمة، لا تصغوا إلى ما يتعارض الأخلاق، لا تقولوا ما يتعارض والأدب.
فيديو الحكاية
هناك من يقول أن هذه التعاليم من كونفوشيوس جاءت تبسيطا للمثل الشعبي الياباني القائل: “لا أرى شرًا لا أسمع شرًا لا أتكلم شرًا”.
وجاءت هذه المقولة على شكل ثلاثة قردة تترجم هذه النصائح إلى أفعال وجب على الإنسان الالتزام بها حسب أخلاقيات وضعية تجاوزها وحي رباني منزه بنصائح أشمل وأقوى.
من القرآن والسنة
سبق الإسلام هذه الحكاية الحكيمة للقرود بعشرة قرون حيث حمل الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم كل الآداب والأخلاق الطيبة التي على المسلم ان يتحلى بها وإن خالفها فهو آثم عاص وبين أنه مسؤول عن كل جوارحه في قوله تعالى: ” إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً”، [سورة الإسراء/ الآية 36]
لهذا جاء في الشرع ما يحث على غض البصر وحفظ اللسان، وكف السمع عن كل قبيح.
حجب النظر عن الشرور
وردت عدة آيات بغض البصر وأحاديث تدعو إلى غضه عن كل شر ومنها قول الله سبحانه جل وعلا:” قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ”، [سورة النور/ الآيتان 30-31].
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عليًا بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ” يَا عَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ” (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).
مسؤولية السمع
العبد مسؤول عن سمعه وعليه ان ينتقي بعناية ما يسمعه ويجيبه، وقد قال الله تعالى:” وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ”، [سورة القصص/ الآية 55].
حفظ اللسان
اللسان عمة عظيمة يستطيع الانسان أن يعبر بها عن حاجته وما يحب وما يكره، وهو وسيلة تواصله مع المحيط لذا وجب عليه حسن استغلاله بما ينفع ولا يؤذ به غيره فقد قال الله تعالى: “وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”، [سورة الحجرات/ الآية 12].
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: ”مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ”.
عنه أيضا أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال : “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالاً يَرْفَعُ اللَّهُ تَعالى بها دَرَجاتٍ، وَإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخْطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقِي لَها بالاً يَهْوِي بِها في جَهَنَّمَ” قلت: كذا في أصول البخاري ”يَرْفَعُ اللَّهُ بِها دَرَجاتٍ”.