القصة

القصة

تقديم

 القصة من الفنون الأدبية القديمة التي تناقلتها الشعوب وكانت تستمتع بما فيها من أحداث مفصلة في تعابير جميلة وبطريقة مشوقة لتنقل خلاصة تجارب شخصيات وهمية أو حقيقية تحمل بين طياتها معاني وفوائد جمة من مواعظ وتوجيهات لتغيير سلوكات مخالفة وقناعات معينة  كتبني معتقدات شعبية شائعة أو إزالتها لما للقصة من تأثير في النفوس.

تعريف القصة

القِصَةُ لغة جمع قصص وأقاصيص ويقصد بها الحكاية وقد يدخلها الكذب، الجملة من الكلام، الحديث، الأمر، الخبر، والشأن.

أما اصطلاحا فهي فن من فنون الأدب يهتم بسرد حدث واقعي أو خيالي، هدفها نشر فكرة معينة أو تغيير فكرة موجودة بخلق نوع من المتعة والتسلية والترويح عن النفس أو تحريك النوازع البشرية بالتعاطف والحزن وغيرها من الأحاسيس.

يمكن أن تكون القصة نثرا أو شعرا تعتمد على الأسلوبين السردي والوصفي في تناولها لحدث معين أو مجموعة من الأحداث تعرضها بشرح مفصل بذكر المكان ( البيئة) والزمان والشخصيات سواء حقيقة كانت مثل القادة العظماء أو خيالية كالغيلان والحوريات أو رمزية مثل الحيوانات المتكلمة بألسن البشر.
وقد شكلت القصص ثقافة الشعوب قديما وحاضرا، ومنها ما ينقل تاريخ فترات زمنية محددة فيعرض ملاحم وبطولات شخصيات عاشت في عصور غابرة كما شكلت نماذج تربوية توجيهية تعليمية بما تدعو إليه الحاجة.

عناصر القصة

تعتمد القصة في إنشائها على عناصر معينة وهي:

1- الزمان والمكان: وهو تحديد المكان بمظاهرة الطبيعية ومعالمه الأثرية أي الصورة المادية للمحيط، مع تعيين إطار البيئة العامة، أما الزمان فهو تحديد الزمن التي تجري فيه الأحداث وتعاقبها مع تصنيف نظام الحكم السائد (ملكي، قبلي وغيره) كما يمكن إبراز الدساتير السارية مما يسمح بإعطاء وصف دقيق للفترة الزمنية المراد نقل ما عايشته الشخصيات أيامها.

2-الشخصيات: يمكن أن تكون مختلقة أو حقيقية منها التاريخية، المهمة، المشهورة والمؤثرة، وتنقسم إلى قسمين شخصيات رئيسية (محورية) وهي المحرك العام للأحداث وعلى لسانها أو بمواقفها يتم نقل الأفكار التي يجب إيصالها للمتلقي وترسم ملامحها وفق الدور الذي تؤديه، أما الشخصيات الثانوية  فلها دور بسيط في إثراء القصة ويتم تعيينها للإيضاح أو المساعدة في إيصال فكرة صغيرة أو تغيير موقف عرضي.

3- الحبكة : هي العقد التي تتخلل سلسلة الأحداث الجارية وتغير الأحوال لخلق التفاعل بين مرحلة وأخرى وتشكيل ترابط بين الأفكار وتسلسل في المشاعر، فتساهم في البناء الفكري للمتلقي والانتقال به من موقف لآخر بانتظام وسلاسة دون الاحساس بقطع في متابعته.

4- الحدث: هو ما يطرأ ويجد ويصدر من أفعال تباعا فتصور بشكل مفصل في مكان معين وزمن محدد قصد عرض الفكرة وتوضيحها.

5- المغزى: وهو الهدف من القصة والفكرة التي يجب إيصالها للمتلقي فتكون على شكل حكمة أو مثل يتم تداوله، موعظة، عبرة، وخاتمة حسنة أو سيئة وهي نقطة النهاية .

أنواع القصة

هناك عدة أنواع للقصة منها:

1- القصة:  سرد لأحداث معينة تدور حول فكرة واحدة أو أكثر بغية نقل عبرة من خلال الدرس المعروض.

2- القصة القصيرة ( الأقصوصة): تتناول حدثا واحدا ولا ترد بها تفاصيل كثيرة فهي تهتم بالوصول إلى نتيجة سريعة وتركز على إيصال فكرة معينة بطريقة مختصرة.

3- الحكاية: سرد قصصي مبسط لمغامرة أو واقعة أو حادثة وكذا مجموعة من الأحداث وعادة ما تروى شفهيا وتعتمد كثيرا على الخيال والإيحاء وتلجأ لاستعمال الخرافة وإقحام الأساطير أحيانا لتصل إلى هدف محدد.

4- الرواية: من أحدث أنواع القصص، وتتميز بطولها من خلال وصف مفصل لمجموعة من الأحداث الفرعية المنطوية تحت الحدث الرئيسي الذي يشكل منشأها للوصل إلى النهاية المنشودة من عرض وجهة نظر ذاتية أو التزام الموضوعية، مع إدماج عدة شخصيات لطرح قضايا مختلفة.

5- المسرحية: هي قصة تمثيلية تتكون من فصل أو أكثر، تعالج فكرة أو قضية من خلال سرد وحوار، حيث تتسارع الأحداث وتتعقد المواقف وتتأزم الأمور ويصل الصراع إلى ذروته للاستحواذ على اهتمام المتلقي وزيادة تفاعله فيأتي الحل في نهاية سعيدة أو درامية.

القصة في القرآن الكريم

القصة في القرآن الكريم غير القصص جميعها لما لها من صدق وتاريخ وإعجاز بأسلوب بليغ وسحر البيان ووضوح وعمق لا خيال فيها ولا لبس أو اختلاق بل هي وقائع حقيقية من وحي رباني معجز جعلها أحسن القصص وأصدقها.

وقد خص القرآن القصة بعناية خاصة لما لها من وقع مباشر في النفس، أذ تعد من أنسب الأساليب في تبليغ رسالة نبيلة بمقاصد شريفة لتوضيح أسس الدعوة إلى الله تعالى وتصديق نبيه عليه الصلاة والسلام وتثبيته عن طريق عرض مسيرة الأنبياء السابقين عليهم السلام، حياة الأقوام والأمم الخوالي والحوادث في أزمنة متفرقة من الماضي وكذا قصص عن وقائع ومواقف أثناء حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

237 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *