القياس وبناء المقاييس في الدراسات الإعلامية

القياس وبناء المقاييس في الدراسات الإعلامية

تقديم

تأثر السلوك الاتصالي للفرد باتجاهاته، فهي تؤثر في أحكامه ومدركاته وردود أفعاله تجاه المضامين الإعلامية والاتصالية، وبما أنه لا يمكن ملاحظة الاتجاهات مباشرة فقد استخدمت طرق لقياسها من خلال إجابات المبحوثين على استبانات مخصصة تظهر تفكيرهم، وتعكس شعورهم وردود أفعالهم المحتملة تجاه موضوع الاتجاه.

ويعد قياس اتجاهات أفراد الجمهور نحو الوسائل والرسائل الإعلامية من أهم مواضيع الدراسات الإعلامية، ولذلك يهدف هذا المقال العلمي إلى إبراز وتوضيح أهم المقاييس الشائعة في الدراسات الإعلامية مع أمثلة توضيحية.

تعريف القياس وخصائصه وأهدافه

ما هو القياس؟

القياس (Measurment) هو تحديد خصائص الأشياء والوقـائع، والأحداث والأفراد في إطار كمي، أي تحديد قدر من الخصائص يمكن من خلاله التمييز وإصدار الأحكام والمقارنة.

وقد يكون وصف الخصائص ماديا لمّا يقع القياس على السمات والخصائص التي يمكن إخضاعها للعد والتقدير الكمي، مثل: الوزن والطول، أو أن يكون كيفيا إذا تعلق الأمر بالخصائص والسمات النوعية مثل: نوع السلالة واللون وغيرها من السمات، فهي لا تخضع للقياس والعد، كما يمكن وصف الخصائص تبعا لمفاهيم مجردة، مثل التغير في السلوك، اكتساب المهارات، الوعي والإدراك.

خصائص عملية القياس

  • تهتم عملية القياس بدرجة الصفة ولا تهتم بالصفات في حد ذاتها، وذلك بقياس الفروق بين درجات الصفات وليس الفروق بينها.
  • وضع درجات متفاوتة لكل صفة، لا سيما بإدراج الأضداد لتمييز الفروق الكيفية مثل: جاد/ هزلي.
  • التعبير عن الدرجة بأرقام كمية، وصل هذه الأرقام بخصائص لفظية، فمثلا يُقرن الرقم بالألفاظ: ممتاز/ متوسط/ ضعيف.
  • اعتماد الموضوعية في القياس من أجل تحديد دقيق للصفات وإصدار أحاكم معقولة من واقع نتائج موثوقة تساعد الباحث في إنجاز الدراسة.

أهداف القياس

  • يهدف القياس إلى وصف الظاهرة أو موضوع الدراسة كميا.
  • يساهم القياس في دراسة وتحليل البيانات بدقة.
  • يهدف القياس إلى المقارنة بين مختلف الظواهر بالأرقام بدلا من التقديرات غير الدقيقة.
  • يهدف إلى الإسهام في استخدم النماذج الرياضية لاختبار الفرضيات.

أنـــــواع المقـــــاييس شـــــائعة الاســـــتخدام في الدراســـــات الإعلامية

يقدم المقياس قيما عددية ثابتـــة للصـــفات الكيفيـــة التي توصف بها الظاهرة موضوع الدراسة، وقد يكون الوصف نوعيا (كيفيا) في البداية، لكن قياس انتشار خصائص الوصف وحدودها يعبر عنها كميا، ومثال ذلك قول: فلان لا يقرأ الصحف، فيتم تصنيفه مع من “لا يقرأون الصحف” بناء على ذلك ويوصفون في عدد يحدد الحجم أو النسبة بين الأفراد الذين تم وصفهم.

تعد المقـاييس بمثابـة المحتـوى الرئيسي لأدوات جمـع البيانـات شائعة الاستخدام في الدراسات الإعلامية، مثل: الاستبانة، المقابلة والملاحظة، ويعتمد بناء المقياس على مجموعة من الأسئلة المتنوعة التي تستهدف التصنيف من خلال مجمل الإجابات المتباينة، أو مجموعة من العبارات التقريرية التي يستجيب لها المبحوث بدرجة ما تعبر عن تقديره لخصائصه الذاتية والآخرين أو للأشياء والوقائع كما يراها.

يصـنف الخبراء المقـاييس حسب خصائصها إلى أنواع متعددة ترتبط بالشكل أوالبناء الخاص بالمقياس ومحتواه، مثل تصنيف المقاييس إلى لفظية تعتمد على الألفاظ في بناء وحداتها، ومقاييس غير لفظية تعتمد على الأشكال والرسومات في صياغة وحداتها مثل: المصفوفات والأشكال المصورة.. إلخ، وهناك المقاييس الرقمية أوالعددية وهي تعتمد على الأرقام في وصفها للفئات، فضلا عن مقاييس الترتيب المعتمدة على وضع درجات أو رتب يتم التصنيف في إطارها.

وهناك من يقسم المقاييس إلى مباشرة والتي توجه الأسئلة والعبارات التقريرية للمبحوث مباشرة، ومقاييس غير مباشرة ويقصد بها تصنيف الخصائص أو السمات من خلال أدوات غير مباشرة.

للاضطلاع على المادة كاملة يرجى معاينة: مجلد 10 عدد 04 ديسمبر/ كانون الأول 2018م السنة العاشرة من دراسات وأبحاث المجلة العربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية.

error: المحتوى محمي !!