المرأة الحقيقية

المرأة الحقيقية

“ما أكرمها إلا كريم”.. إنها الأم والأخت، الزوجة والبنت، ومن بصلاحها يستقيم المجتمع، وبهمتها تعلو الأمم، هي أسمى من الصورة التي ترسم لها اليوم، هي أنظف من المكانة التي يزعمون أنها تحظى بها في ظل أكبر خدعة يحاولون تسويقها بدعوى المساواة، ولكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن العلاقة بينها وبين الرجل هي علاقة تكامل لا ندية تولد النزاع والشقاق.

شعارات ومقولات تدعي زورا تمجيد المرأة وتشيد بدورها الفعال وكسرها للقيود وانطلاقها في عالم التحرر، فتأخذ صورها واجهات الصحف وتشغل مساحات كبرى على اللافتات غير أنها لا تكاد تكون سوى توظيفا لأغراض تجارية أو حتى سياسية، فكيف لبشر أن يتساوى بسلعة بل أحيانا تتجاوزه، فهل بات دور المرأة ينحصر في الشكل والحجم، هل انطفأت روحها النبيلة أمام رياح الماديات، هل بات تحررها يقاس بنسبة انكشاف جسدها لنصل إلى شيأنة من خلقت من نفس الرجل لتكون سكنا له.

أعطى الإسلام للمرأة مكانة عظيمة فضلا عن أنه حفظ لها حقوقها كاملة، لذا فالمرأة المسلمة في غنى عن الجمعيات النسوية والمنظمات العالمية وغيرها من التنظيمات والتسميات التي اجتمعت على هدف واحد، هو تدمير المرأة وإخراجها من قصرها الحصين إلى مستنقع الرذيلة، عن طريق ما يسمى تجاوزا ومغالطة انفتاحا وتقدما لتجد نفسها تتقدم للهاوية..

حرية المرأة ليست لعبة شطرنج يتقاسمها رجل وامراة، عفتها يستحيل أن تدخل قفص الرذيلة، تحررها ليس انحطاطا واسترجالا وخروجا عن القيم والأعراف، كسرها القيود أبعد من تخطي حدود الشرع والتطاول على أحكام الدين.


المرأة الحقيقية هي من تكون على طبيعتها بعاطفتها الفياضة لتكون حانية، بعقلها الراجح الذي يرفعها لمصاف الحكماء، بصبرها بتسامحها بفطنتها وبكل الصفات الطيبة التي خلقها الله عز وجل فيها، لتمد يد العون لمن حولها كما ستجد فيهم سندا لها وهذا هو التكامل الذي يبني مجتمعا فاضلا ركائزه قوية، لا تهزها رياح الفتن وما أكثرها في عصر ضاعت في عصرنته الكثير من النساء وضللن السبيل ليضل معهن الكثيرون، وما الواقع يوقع بثقة على آفات ومظاهر انحلال مصادق عليها عرفا وقانونا.
المرأة قوية بطبيعتها ودورها في التغيير الايجابي جلي وهام، فهذا يكفيها فخرا ويغنيها عن أن تكون مجرد واجهة لأغراض معينة، فما قيمة أن تتوج ملكة جمال العالم وهي لا تختلف عن منحوتة حجرية يتفرج عليها القاصي والداني، ما قدرها وهي مجرد مادة إعلانية يخرجها أكبر منتجي ومسوقي الأوهام.

المرأة الحقيقية هي سيدة عفيفة متميزة مبدعة، أمّا فطنة مصلحة، أختا كريمة ناصحة، زوجة رحيمة صالحة، بنتا طيبة ودودة، تسعى لتحقيق أحلامها وبلوغ أسمى المراتب ولها الحظ في أن تثاب في الدارين وتنال السعادتين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي !!