المعلم السيء

المعلم السيء

معلم الصدفة

يعد المعلم أحد أهم عناصر العملية التربوية التعليمية، ومهمته الأكبر هي إنجاحها لهذا عليه تحمل المسؤولية بأمانة، فهو المنبع الذي يستقي منه التلميذ معلوماته ومعارفه، وهو القدوة التي يتمثل المتعلم بأخلاقها ويتحلى بأدبها، لكن يبدو هذا التعريف مثاليا لمعلم الصدفة الذي يعد من فئة المعلمين السيئين، لأنه ببساطة لا ينتمي إلى مهنة التعليم النبيلة، ولا صلة له بها بل أصبح يدرس لمجرد حمله لشهادة جامعية تخوله للعمل في مدرسة وتحصيل الرزق أما بناء جيل واع مثقف متشبع بالقيم والفضائل فيعد آخر اهتماماته.

قصص رعب ليوميات أطفال في المدرسة

ينقل بعض الأطفال معاناتهم اليومية في المدرسة، وكيف يعاملهم المعلم بازدراء وعنف، البعض يتعرض للضرب المبرح، وآخرون للشتائم والاستنقاص، لا يحظون بعلاقة إيجابية مع من يفترض أن يكون عظيم الغاية واسع الصدر حسن التعامل، ولكنه للأسف لا يهتم لمشاعرهم ولا يقدر عجزهم عن استيعاب الدرس، أو نسيانهم لواجب، أو عدم احضارهم غرضا، ليخلق لديهم حالة من الارتباك والخوف، وكثيرا ما يلجأون للكذب من أجل إرضائه، فمثلا إن سأل أحدهم هل فهمت سيجيب مباشرة بـ “نعم” خشية التعرض للتأنيب والعقاب.

هذا المعلم الفاشل يعجز عن ايصال المعلومة للصغار، ويعالج تأخرهم الدراسي بالضرب انتقاما لا تأديبيا حتى تنكسر العصا على يد التلميذ، و الأمر والأدهى أنه يظهر سلوكا مشينا في حال اعتراض الأولياء ويولي تصرفاته المخالفة لالتزاماته باستكمال البرنامج الدراسي، ويتخطى حدود اللباقة ويتصرف باستعلاء وهمجية عوض إيجاد حل للمشكل، فيسد كل باب للحوار، بغلق قنوات التواصل وعدم تقبل أي نقد بناء وتغيير إيجابي.

من صفات المعلم السيء

هناك صفات معينة في المعلم السيء ومنها:

  1. لا يبذل مجهودا في شرح الدرس، ولا يبحث عن طريقة ميسرة لإنجاح العملية التربوية التعليمية.
  2. لا يهتم إلا بإنهاء البرنامج السنوي وإن لم يستفد التلميذ شيئا، ولم يكتسب أي تحصيل علمي ومعارف جديدة.
  3. لا يراعي الفروق الفردية داخل الفصل ويعتمد على تقديم المادة كبضاعة مغلفة ويجب أن ترد، وغايته نسخ ولصق المقرر الدراسي، فهو يعتمد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
  4. يميز بعض التلاميذ عن غيرهم.
  5. يفرض النظام والهدوء في القسم عن طريق الترهيب والصراخ لا على أساس التربية والاحترام.
  6. لا يهتم بشعور التلاميذ ولا بأرائهم ويعلق أخطاء فشله عليهم.
  7. يجعل العلاقة بينه وبين التلاميذ علاقة سلطة وخضوع تام، فهو وحده الآمر الناهي ولا مجال للاستفسار أو الاهتمام برغبة الآخرين.
  8. ينفعل لأتفه الأسباب ويتعامل بعصبية ولا يراعي أن هؤلاء أطفال رفع عنهم القلم ولا تقبل شهادتهم.
  9. جاهل تماما بالتعاملات الإنسانية والخطوات الدبلوماسية ويتجاوز حدود اللباقة.
  10. والأهم أنه لا يخشى الله فلو كان له ذرة من الخشية لما حول الفصل إلى سجن لتعذيب الأطفال وترهيبهم وهو يرى أن ذلك جزء من مهنة التدريس، فالحزم والتحكم في إدارة القسم لا يعني فرض عقوبات والاستعانة بالعصا في كل صغيرة وكبيرة.

كلمة إلى كل معلم سيء

إذا كنت تعمل مدرسا واجتمعت فيك هذه الصفات فاعلم أنك معلم سيء وفاشل ولست أبدا مربي أجيال، فقاقد الشيء لا يعطيه، ولو رأيت عكس ذلك فأنت مخطئ، لأنك لم تعرف أبدا معنى التعليم الحقيقي، فأنت لا تتعاون مع الأطفال، وتجعلهم ينفرون منك ولا تراعي الأمانة التي كلفت بصونها وضميرك ميت.

قد يتعرض المعلم للضغوطات بمختلف أنواعها نفسية كانت أو مادية، جراء الإجهاد والأزمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية، وقد يصدر منهم تصرفا مخالفا أحيانا، لكن أن يكون متهورا سريع الغضب كثير الصراخ ويتكلم بلغة الشارع، ولا يحفز التلاميذ على التعلم والإبداع ولا يحبب التعليم لأنفسهم، ويقتل طموحاتهم، فلا مبرر له ومكانه حتما ليس  المدرسة لأنه من بيئة أخرى.

فإلى كل معلم سيء ولا يريد تحسين أدائه وإيفاء هذا المنصب الكبير حقه.. أنت تحتاج إلى إيجاد مجال عمل مختلف تكتسب منه المال أكثر، فهذا المنصب غير مربح ماديا بقدر ما يكفي متطلبات الحياة وضروياتها، ومن مازلوا يتمسكون به ويعملون بجد فإنهم يرجون الثواب والرفعة المعنوية، أما أنت فلست من تلك الزمرة ولا انتماء لك إلى أهل التعليم الذين يقدمون إنجازات كبيرة، ولتعلم أن الشيء الوحيد الذي أفدت به التلاميذ هو أنك أريتهم مثال الشخص السيء مما سيكسبهم مهارة التعامل معه مستقبلا، بنبذه وعدم اتخاذه قدوة أبدا.

835 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *