المعوذتان وفضلهما

المعوذتان وفضلهما

ما هما المعوذتان؟

المعوذتان هما سورتا الفلق والناس وهما آخر سورتين من القرآن الكريم، سميتا بالمعوذتين لأنهما أبتدأتا بقوله تعالى :” قل أعوذ..”، ولأنّهما تحصنان من يقرؤهما من كل سوء وشر عن تعوذه بالله.

وقال الإمام مالك: عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها .

قال النسائي : أخبرنا محمود بن خالد ، حدثنا الوليد ، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي عبد الله ، عن ابن عائش الجهني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ” يا ابن عائش ، ألا أدلك – أو : ألا أخبرك – بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ “ . قال : بلى ، يا رسول الله . قال : ” “ قل أعوذ برب الفلق ” و “ قل أعوذ برب الناس ” هاتان السورتان “.

سبب نزول المعوذتين

قال المفسرون ان سبب نزول المعوذتين هو أن غلاما من اليهود يقوم على خدمة النبي – صلى الله عليه وسلم – فأتى إليه اليهود وطلبوا منه بعضاً من مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم (ما يعلق من شعر الرأس في المشط)، وعدد من أسنان مشطه، فما زالوا به حتى أعطاهم ما طلبوه، فعملوا سحرا للنبي عليه الصلاة والسلام، فيما أخذوه من أثره، وكان الساحر هو اليهودي لبيد بن الأعصم وبعد عمل السحر قام بوضعه في بئر للماء لبني زريق يقال لها ذروان.

وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت:” سُحِرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه أنه يَفعَلُ الشيءَ وما فعَله، حتى إذا كان ذاتَ يومٍ وهو عِندي، دَعا اللهَ ودَعاه، ثم قال: (أشعَرْتِ يا عائشةُ أن اللهَ قد أفتاني فيما استفتَيْتُه فيه)، قلتُ: وما ذاك يا رسولَ اللهِ؟ قال:( جاءَني رجلانِ، فجلَس أحدُهما عِندَ رأسي، والآخَرُ عِندَ رِجلي، ثم قال أحدُهما لصاحبِه: ما وجَعُ الرجلِ؟ قال: مَطبوبٌ، قال: ومَن طَبَّه؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعصَمِ اليهودِيُّ من بني زُرَيقٍ، قال: في ماذا؟ قال: في مُشطٍ ومُشاطَةٍ وجُفِّ طَلعَةٍ ذكَرٍ، قال: فأين هو؟ قال: في بئرِ ذي أَروانَ، قال: فذهَب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أُناسٍ من أصحابِه إلى البئرِ، فنظَر إليها وعليها نخلٌ، ثم رجَع إلى عائشةَ فقال: واللهِ لكأنَّ ماءَها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، ولكأنَّ نخلَها رُؤوسُ الشياطينِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ أفأخرَجتَه؟ قال: (لا، أما أنا فقد عافاني اللهُ وشَفاني، وخَشِيتُ أن أثَوِّرَ على الناسِ منه شَرًّا، وأمَر بها فدُفِنَتْ).

وعن أبي سعيد الخذري -رضي الله عنه – قال :” أنَّ جِبْرِيلَ – عليه السلام- أَتَى النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟، فَقالَ: نَعَمْ، قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ.

لم يترتب عن هذا السحر ما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي، فالله تعالى عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها، أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام، بل أصابه شيء من ذلك، فقد أوذي في الطائف وسالت دماؤه وجرح يوم أحد وغيره.

فضل المعوذتين

لفضل المعوذتين وعظمهما أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أصحابه بقراءتها دبر كل صلاة، وقد كان عليه الصلاة والسلام يقرؤهما وينفث يديه ويمسح بهما جسده كل ليلة، وكذا فعل لما اشتد عليه مرضه الذي توفي فيه.

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:” أَلَمْ تَرَ آياتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النّاسِ”. (صحيح مسلم)

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بهما إذا أوينا إلى فُرشنا وأن نرقي بهما أنفسنا ونستعيذ بهما من السحرة والنفَّاثات والشرور كلها فكما ذكرنا أنهما من خير ما استعاذ به المؤمن.

وعن عائشةَ -رضي الله عنها- قالت أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:” كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِهِ بالمعوِّذاتِ وينفثُ، فلما اشتد وجعُه كنتُ أقرأ عليه وأمسحُ عليه بيمينِه رجاءَ بركتِها”.

لذا فالمعذتان حصن لكل مسلم ورقية من كل مرض وبلاء، ينجب قراءتهما وتعليمهما للأطفال من أجل حماية والتحصين من كيد الحاسدين وشر السحرة، وكل سوء.

في قراءتهما اللجوء إلى الله تعالى والاستجارة بحماه من شر مخلوقاته ووساوس الشياطين من الإنس والجن وسد المنافذ عليهم للولوج إلى صدر المسلم فلا سلطان لهم على العبد المستجير بسلطان خالقه جل وعلا.

error: المحتوى محمي !!