تقديم
قال الله تبارك وتعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل آية 68 ـ 69).
النحل آية من آيات الخالق فهي حشرات صغيرة تعدت عدة مجتمعات في التنظيم والاجتهاد بما تعطيه من دروس في التعاون والعمل بجد وتوزيع المهام دون الاعتداء على مكانة أي عنصر أو الاستيلاء على منصبه أو التدخل في شغله، من أجل إنتاج العسل الذي يعتبر غذاء ودواء لأمراض كثيرة.
خلية النحل
يتخذ النحل الجبال والأشجار مقرا لسكنه بإنشاء الخلايا ومهمة هذا البناء موكلة للعاملات اللواتي يستخدمن الشمع لصنع هيكل الخلية ثم يتكلفن بحمايتها من الأعداء أو أي خطر خارجي، ويقمن على تنظيفها وتهويتها والحفاظ على درجة حرارة ملائمة.
بينما تهتم الملكة بالحفاظ على استمرارية الحياة فتبيض حوالي 2000 بيضة في اليوم، يتم تخصيب جزء منها لتصير مجندة للعمل بينما بقية البيوض التي لا تخصب فستكون ذكورا مهمتها الإخصاب.
وتعتبر الملكة أهم عنصر في الخلية هلاكها يعني هلاك الخلية كاملة لهذا في حالة ظهور أعراض الضعف عليها وخوفا من إصابتها بالعجز تهتم العاملات بإعداد ملكة بديلة عن طريق إتمام إطعام إحدى العاملات حديثة الولادة بالهلام الملكي طيلة حياتها بينما يتم إيقافه عن العاملات بعد فترة من ولادتهن.
هذا الغذاء يفعّل جينات معينة لتنمو وتصبح ملكة قادرة على الانجاب، ثم تطرد الملكة السابقة أوتقتل إن رفضت الانصراف.
صناعة العسل
ينتج النحل العسل ليكون طعاما له، ويخزنه ليتغذى عليه في فصل الشتاء حيث يقل النشاط، وتقوم النحلات العاملات بالطواف على الأزهار لجمع الرحيق وأثناء هذه العملية تقوم بتخصيب النباتات.
بعد أن تجمع العاملات الرحيق في بطونها تفرز المعدة إنزيمات خاصة لتحويله، وعند دخولها للخلية تقوم بإفراغه في معدة عاملات أخريات قصد إتمام عملية تصنيع العسل.
ولتخليص العسل من الماء الزائد تعمل العاملات على تحريك أجنحتهن لانشاء تيار هوائي يبخر الماء، فتزيد كثافة العسل وتركيزه، ليغطى بعدها بالشمع ويبقى محفوظا.
فوائد العسل
يهتم الناس بتربية النحل لما له من فوائد صحية وإقتصادية، وأجود أنواعه العسل الجبلي ثم عسل الأشجار وهو على أصناف مثل عسل الصنوبر وعسل السدر وغيره، ويقوم مربّو النحل بالاعتناء بالخلايا طول أيام السنة بتوفير اللقاحات وكل مايحتاجه هذا النشاط.
يمكن وضع النّحل في مستعمرات ونقله إلى الحقول والمزارع في الوقت المناسب من السّنة لتلقيح الزهور كتحسين للإنتاج الزراعي وبالموازاة لإنتاج العسل وغيره من منتجات النّحل كالشمع والتي تستعمل في التصنيع لما لها من فوائد وقيمة غذائية عالية.
للعسل خصائص مضادة للجراثيم تحد من الالتهابات فهو يمنع التهيجات الجلدية والتقرحات ويساعد على التئام الجروح وشفاء الحروق.
العسل يخفض من مستوى الدهنيات في الجسم إذ يعد بديلا للأغذية المصنعة حيث يقوم بتعويض السكريات المستهلكة أثناء القيام بمجهود عضلي أو ذهني.
يقي من أمراض الجهاز الهضمي ويقضي على الاضطرابات المعوية بزيادة نشاط الأمعاء ويريح المعدة لغياب خاصية التخمر عن مكوناته.
يستعمل العسل في حالات النحافة ونقصان الوزن ويساهم في تزويد الجسم بالطاقة.
كما يدخل هذا المنتج الطبيعي في تركيب الأدوية ومواد التجميل وخاصة للبشرات الحساسة، مما يجعله عنصرا مهما في الصناعة رغم إمكانية استهلاكه مباشرة من غير تصنيع.
التعليقات