فاز برشلونة على إليتشي في مُباراة سيطر عليها الفريق الكتالوني بينما كان صاحب الأرض خطيرًا في كل هجمة يشنها على مرمى “شتيغن”.
مُباراة اليوم دارت تحت عنوان (عين في الليغا وعين على الدوري الأوروبي)، البطولة الأوروبية مُرهقة بدنيًا، مسافات السفر أطول، ولا يوجد فريق قادر على خوض البطولة دون مداورة بالدوري..وبالتالي أتخذ “تشافي” خيار المداورة..ولكن بشكل خاطيء.
4/3/3 كلاسيكية، ولكن بتغير في المراكز، “بيدري” محور يمين، “ديمبلي” جناح أيمن، “خافي” جناح وهمي على اليسار، وهنا كانت الكارثة.
90% من قوة “ألفيش” مع برشلونة تكمن في وجود “أداما” على نفس الجبهة، الإسباني يحرث الخط دفاعًا وهجومًا ويستغل سرعته ولياقته في معاونة “ألفيش”، البرازيلي الذي يلعب دور الظهير الوهمي ويدخل للعمق كلاعب وسط إضافي فيضمن لبرشلونة استراد الكرة أسرع، قتل المرتدة من منبعها، وتوزيع اللعب بشكل أفضل.
كل ما قلته بالأعلي قُتل اليوم لأن “ديمبلي” كان رفيق البرازيلي على الطرف الأيمن، الفرنسي رغم اجتهاده إلا أنه سيء في الضغط، واستخلاص الكرة، ويفضل ترك الجناح والذهاب للعمق -يُعطل دور الظهير الوهمي-، ويترك “ألفيش” وحيدًا على الطرف.
لهذا شعرت أن “داني” ثغرة في دفاع برشلونة، ووسط الكتلان مستباح في المرتدات، وكأن الفريق قد عاد لنهاية العام الماضي من جديد..والآن وقد أخبرتك سبب ما رأيته، يجب ألا يُفكر “تشافي” في وضع ثنائية (ألفيش – ديمبلي) معًا، فالأولى هنا أن يكون الظهير هو “ديست”.
المشكلة على اليمين لم تقف عند هذا الحد، ولكن..وجود “بيدري” محور يمين زاد الطين بلة، الإسباني ظهر تائهًا في الكثير من اللقطات، بل قطعت منه كرة الهدف الوحيد لصاحب الأرض بسبب تردد في التمرير، من خصائص (بيدري) التواجد على اليسار والمراوغة لداخل الملعب ليكشف مساحات التمرير، أو يقوم بخلق مثلث بينه وبين الظهير والجناح..كل تلك المميزات قيدها تغيير موضعه على رقعة اللعب.
يسارًا..وللمرة المليون أقولها، “خافي” ليس بلاعب طرف، خافي لاعب وسط محور، يُعرفه البعض باللاعب ال”8″، لا يصلح على الطرف ولا كلاعب “10”، وبنيته الجسدية القصيرة تُعطل التفكير في كونه أرتكاز، لذا رجاءً، ضعوه في المحور ودعونا نستمتع به، ولا أعرف لماذا لم يضع (تشافي) “خافي” في الوسط، و”بيدري” كجناح أيسر نصف مائل للعمق!.
على الهامش أريد الإشادة ببعض الأمور:
-أريدك أن تُمتع عينك في المُباراة القادمة بتحركات “أوباميانغ” بدون كرة وفي ظهر الدفاع، شيء يُدرس، حركته أسرع من ردة فعل صناع لعب برشلونة، لا أريد البكاء على اللبن المسكوب -أو تقليب المواجع-، ولكن لو كان معه “ميسي”، لسجل “أوبا” في كل مُباراة أكثر من هدف.
-نقطة اشادة بثنائية (آراوخو – بيكيه) خاصة عندما تحول الأخير ليسار الدفاع، برشلونة بات أكثر تنظيمًا، الهفوات باتت أقل، والكرات الطولية من الدفاع باتت أكثر فائدة، لا زال عيب “بيكيه” بطء الحركة، لكن بالتأكيد..مستواه تحسن كثيرًا عما كان، ولا زال برشلونة في حاجة لمُدافع أكثر سرعة.
-سعيد ب”فيران توريس”، قبل أن تتحدث عن إهداره الفرص سأحدثك عن الخطورة التي خلقها فور نزوله، والناتجه عن حنكة اللاعب التكتيكية وتحركاته مع وبدون الكرة..سدد 6 مرات منها 3 بين الخشبات الثلاث، نجح في 3 من أصل 4 مراوغات بنسبة 75%، سجل هدف التعادل بتواجد مثالي داخل الصندوق كرأس حربة صريح..وحصل على رجل المُباراة.
يُمكنك أن تغضب من إضاعة الفرص وهو شيء منطقي يتم العمل عليه داخليًا، ولكن تطور فني وتكتيكي مثل هذا، في عمر صغير، مع قناعة من المُدرب ورغبة اللاعب في التطور..يجعل مستقبله مع برشلونة مُبشرًا.
-من الجيد أن “ديباي” سجل للمُباراة الثانية على التوالي بعد العودة من الإصابة، برشلونة يحتاج لكل أسلحته خلال الفترة المُقبلة، تنوع مصادر الخطر والتهديف يُسعد أي مُدرب.
-قد يحكمل البعض الهدف ل”شتيغن” رغم أنني قد قلت رأيي أنه لا يتحمله، لكن الحارس تصدى لكرة هدف مؤكد وقت أن كانت النتيجة 1-1، وتصريحاته بعد المُباراة أنه على علم بتراجع مستواه وثقته في العودة ومواصلة العمل على ذلك..مؤشر جيد..الاعتراف بالمشكلة نصف الحل.
الإيجابية الأهم..أن برشلونة عرف كيف يُعاني، الفريق تأخر بهدف خارج ملعبه أمام خصم عنيد كانت لديه دوافع الفوز، ثم عاد بالتعادل ثم الفوز وقاتل طوال 90 دقيقة بثقة في تحقيق المراد، هذه الأمور إيجابية في مسار تطور الفرق.
أتشرف بمتابعتكم لحسابي على موقع Twitter للحديث عن كرة القدم وغير كرة القدم:
من صفحة باسم الصاوي.