تعاني البحار والمحيطات من مشاكل عديدة، فهذه الموارد الهائلة للحياة صارت مهددة من قبل الإنسان بسبب ممارساته اللامسؤولة، لدعوى النشاط الاقتصادي، والتصنيع والتنقيب عن النفط والغاز، مما جعل التلوث يغزو هذه المسطحات المائية الشاسعة، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط للموارد البحرية وتدمير البيئة والتسبب في انقراض عدد كبير من الأحياء البحرية.
يتم تصريف أنوتع مختلفة من المخلفات في البحر، فكمية النفايات الزراعية والصناعية التي تمتزج مع مياه الصرف الصحي أو تكون على شكل بقايا عضوية، وكذا المواد الكيمياوية والمشعة والمعادن وغيرها سرعان ما تنتشر بقعل الرياح لتصل للمحيطات، مما ينعكس سلبا على البيئة البحرية وشكل تهديدا كبيرا على الكائنات الحية بما فيها الإنسان، الذي عادة ما سيصاب بأمراض خطيرة ومعدية مثل الكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد.
ففي دراسة علمية حديثة، تحت رعاية فريق الخبراء المشترك للأمم المتحدة لدراسة الجوانب العلمية لحماية البيئة البحرية ومنظمة الصحة العالمية، توصلت أنه من المرجح أن حوالي 250 مليون حالة من حالات التهاب المعدة والأمعاء وأمراض الجهاز التنفسي العلوي
عن طريق الاستحمام في المياه الملوثة يكلف المجتمع حوالي 1.6 مليار دولار في السنة.
استهلاك القشريات الملوثة يتسبب في خسائر أكبر، إذ يكشف المسح ذاته أن الاستهلاك الخام للمحار الملوث بمياه الصرف الصحي هو سبب زهاء 2.5 مليون حالة من حالات التهاب الكبد.
وإلى جانب مياه الصرف الصحي، تتسرب كميات كبيرة من البلاستيك والحطام البحري الآخر إلى مياه المناطق الساحلية، مما يعرض النباتات والحيوانات البحرية للتشابك والاختناق بابتلاع أجزاء وشوائب متناثرة في بيئتها مثل خيوط وشباك الصيد وحوامل العلب.
فكثيرا ما تأكل السلاحف البحرية الأكياس البلاستيكية معتقدة أنها قناديل البحر، مما يؤدي إلى ذلك انسداد في الجهاز الهضمي يمكن أن يكون قاتلا.
كما يمكن أن تلتف الحبال وغيرها من الحطام حول زعانف وأطراف الحيوانات مما يتسبب في كوارث على المدى الطويل.
القراءة من المصدر: ترجمة معين المعرفة بتصرف.