تعريف سورة المسد
سورة المسد مكية من المفصل، عدد آياتها خمسة، نزلت بعد سورة الفاتحة، وتسمى سورة تبَّت لابتدائها بالدعاء على أبي لهب، ولم يذكر لم يذكر فيا لفظ الجلالة أو أي اسم من أسماء الله الحسنى.
سبب تزول سورة المسد
نزلت سورة المسد في عم الرسول صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد العُزَّى بن عبدالمطلب ولقبه أبو لهب لحمرة تعلو وجنتيه وكنيته أبو عتبة، أما زوجته فهي أروى بنت حرب بن أُميَّة، أخت أبي سفيان بن حرب، وقد كانا من أشد الناس عداوة وحقدلا على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وشديدا الاستهزاء والأذية له.
عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال:(خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى:” يا صباحاه”، فاجتمعت إليه قريش، فقال:” أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبّحكم أو ممسّيكم أكنتم تصدقونى؟”، قالوا نعم، قال:” فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد”، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبّا لك!.
وفي رواية: أنه قام ينفض يديه ويقول: تبّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”.
وكانت زوجته تأتي بالحطب وتحمله في حبل تعلقه إلى عنقها ثم ترميه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه قوله تعالى:” في جيدها حبل من مسد”، والمسد هو الليف، وقال سعيد بن المسيب -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية: “كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنَّها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلًا في جيدها من مسد النار”.
تفسير سورة المسد
” تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”: خسرت يدا أبي لهب وشقي بإيذائه رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم, وفد تحقق خسران أبي لهب.
” مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ”: ما أغنى عنه ماله وولده، فلن يردا عنه شيئا من عذاب الله إذا نزل به.
” سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ”: سيدخل نارا مشتعلة ومتأججة.
” وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ”: هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك (الحطب)، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لأذيته.
” فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ”: في عنقها حبل محكم من ليف شديد خشن, ترفع به في نار جهنم, ثم ترمى إلى أسفلها.
سورة المسد مكتوبة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرََّحِيمِ
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5).