تقرير الورشة التفاعلية حول: صعوبات البحث السوسيولوجي لفائدة طلبة السداسي السادس.
المؤطر: ياسين بودريق -طالب باحث في علم الاجتماع (سلك الدكتوراه)
رئيس الورشة: براهيم بيجى -طالب باحث في علم الاجتماع (سلك الماستر)
المقرر: اسماعيل جغدا -طالب فلسفة (سلك الاجازة)
افتتح رئيس الورشة بتقديم عام مؤطر لموضوع الورشة.. تخللته كلمة شكر باسم الدوائر المستديرة للطالب الباحث ياسين بودريق،على تكبده عناء السفر لتأطير الورشة، أعطى نبذة تعريفية عنه، كخريج كلية الاداب و العلوم الانسانية جامعة مولاي اسماعيل مكناس بسلكي الإجازة و الماستر، و يتابع دراسته بسلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس الرباط، ثم تطرق للجمع العام التقييمي لسير الموائد و تثمين أهميته في انجاح الموائد و النقد البناء لتطوير المبادرة، ثم أعطى الكلمة لمؤطر الورشة الذي بدوره ثمن مبادرة الموائد و فتح المجال لطلبة البحوث لطرح الصعوبات التي يواجهونها في بحوثهم، و التي يمكن حصرها في تلاثة نقاط اساسية:
1)-صعوبات تتعلق بالشق النظري في البحث:
-صعوبة تتجلى في نذرة المراجع و كيفية انتقاء المعلومة في بعض البحوث (اعطي مثايلين: الحركة النسائية المغربية. النكثة السياسية و علاقتها بالحراك السياسي)
-هل من الضروري الإلمام بجميع النظريات التي عالجت موضوع البحث؟
-صعوبة في كيفية الجمع بين النظري و الميداني
2)-صعوبات تتعلق بالمقابلة:
-صعوبة ايصال اشكالية البحث للمعني/ة بالدارجة.
-صعوبة في كيفية تحديد الاشخاص المفاتيح في المقابلة.
-صعوبة في كيفية الجمع بين مضامين المقابلة و البحث.
-صعوبة في كيفية انتقاء العينة لتكون اكثر تمثيلية.
-كيفية استثمار المسكوت عنه في المقابلة.
-صعوبة في كيفية افراغ المقابلة بعد كتابتها.
3)-صعوبات تتعلق بالإستمارة:
-صعوبة صياغة الاستمارة.
-صعوبة تتمثل في عدم اجابة البعض على الأسئلة خاصة المتعلقة بالجانب الديني أو الجنسي.
-هل يمكن توظيف ملاحظات دونت خلال شرح استمارة لفئة تفاعلت في نقاش لانها لم تفهم اسئلة الاستمارة.
تطرق المؤطر لهذه الصعوبات في مداخلته بالتفصيل، و ابتدأ تفاعله مع المتدخلين في كون عوائق البحث تبتدأ من ذاتية الباحث و عوائق موضوعية والتي يمكن تجاوزها عن طريق المنهجية كخطوات يجب اتباعها، هذه المنهجية يمكن استنباطها مثلا من كتاب باستيعاب منهجية صاحبه أو بناء منهجية خاصة تتلائم مع الباحث، و بعد ذلك تطرق للجانب النظري في البحث، أكد فيه على ضرورة القراء الاولية للمراجع كقراءة استكشافية، التي نستشفي منها مجموعة من المعلومات لمعرفة شاملة بالموضوع كموجه، ثم قراءة نقدية للمراجع و التي تساعد في اقامة دليل المقابلة، و كذا لانتقاد اطروحات النظريات السوسيولوجية التي قاربت الموضوع. و قدم الاستاذ المؤطر مثال على هذا من خلال نموذج بحث في الظاهرة الدينية في المغرب، فيجب الإطلاع على مراجع تناولتها و الاتجاهات السوسيولوجية التي عالجتها(الكولونيالية، الانقسامية…)
و ركز المؤطر على ضرورة الأخذ عين الاعتبار ان البناء النظري يقوم على خطاب رهين بالسياق التارخي و الثقافي و الجغرافي لان اخذ مضامين المقابلة يتم دون معزل عن هذا السياق.
و في التصميم بعد المقدمة اوصى ياسين بكتابة فصل وصفي لمجال الدراسة لاعطاء السياق الذي تم فيه البحث، و فصل نظري كدراسة نقدية للمراجع التي تناولت موضوع البحث، و باقي الفصول تحددهم المقابلة.
و اشار بعد ذلك الى ان الربط بين النظري و الميدان يكون اما بالنقد او التطعيم، و اشار الى تعريف المفاهيم في البحث يجب الا يكون من طرف الباحث، الا اذا اخذ بدراسات اشتغلت سابقا على المفهوم، و نبه ايضا الى اشكال الامكانات و الزمن المتاح، و استيفاء الوحدات الدراسية، و ضرورة التركيز على المراجع الاساسية، و الإلمام باللغة الفرنسية او الانجليزية، مع الحذر من الترجمات.
أما في الجانب الميداني في المقابلة تطرق ياسين لصعوبات المقابلة، مؤكدا على القيام بمقابلات استكشافية مع اشخاص محددين لديهم تجربة او اشخاص مفاتيح الذين لديهم ارتباط مباشر مع الموضوع (مثال بحث عن العمل الجمعوي الاشخاص المفاتيح فاعل جمعوي عضو جمعية…).
و نبه ياسين الى ان هناك عقوبة قانونية على التسجيل في المقابلة دون اذن المبحوث، كما يجب الاخذ عين الاعتبار المجال بين الباحث و المبحوث الذي يمكن ان يكون عائق خاصة من ناحية المظهر و قدم مثالا على ذلك في بحث عن استهلاك القنب الهندي في الثانويات و الاعداديات، حيث طرح المظهر اشكالا للمبحوثين.
و قبل النزول للميدان اكد ياسين على ضرورة الالمام باللغة و اليات التواصل، و استحضار كون المبحوثين يهمهم عدم ذكر اسمهم او اي احالة عليهم.
و في بناء دليل المقابلة اكد ياسين على صياغة الاسئلة بشاكلة مفتوحة و ليس بشاكلة لا/نعم.
و المسكوت عنه في المقابلة مهم جدا في البحث، بحيث يمكن تاويله و هو مهم في السوسيولوجيا و الانثروبولوجيا، و يجب ادخال الملاحظة في هذا المستوى ايضا و الاخذ بهذا في التحليل.
و اشار المؤطر ايضا لكون المقابلة تختلف عن الاستمارة من حيث يمكن تطوير دليل المقابلة خلالها، و يوصي بتسجيل المقابلة بعد اخذ اذن المبحوث أو تذكرها، و من الأفضل تفادي اخذ القلم و الورقة خلال المقابلة للحفاظ على التواصل المباشر مع المبحوث. ثم تطرق المؤطر للحذيث عن وحدات المعنى من خلال عبارات ترد في المقابلة مثال: عبارة تبدلات الوقت، الغالب الله،… هنا يجب البحث عن معناها عند المبحوث في سياق المقابلة، و هناك نكهة ابداع في هذا الشق الميداني في تأويل المقابلات و علاوة على ذلك يظهر مدى استيعاب الباحث للنظرية.
اما في طريقة تفريغ المقابلة فيقترح المؤطر ياسين تفريغ مضامينها بالدارجة و عند اكمال هذه العملية يجب ترجمتها الى لغة البحث، و لكن بعض المفاهيم يجب الحفاظ عليها كما هي و ذلك لان حمولتها و معانيها يبقى قويا بلغة المبحوث نفسه، و يجب تفريغ الإيماءات التي تظهر على المبحوث، و بعد ذلك ياتي البناء النظري و الذي يستوجب الجدول.
اما فيما يخص الاستمارة فيوصي المؤطر بوضع اسئلة بسيطة تاخذ عين الاعتبار مستوى المبحوثين و مفتوحة غير مقوضة في اجابة اختيارية بنعم او لا، و يمكن توظيف ما يقوله المبحوثون خلال توزيع الاستمارة،.
اما صعوبة تحليل الكتاب ففي نظر المؤطر يقتضي ذلك وصف و تحليل للصورة اولا، ثم التيمات الاساسية للكتاب .
و في الاخير تطرق الباحث ياسين بودريق للامور التقنية في البحث، و اعطى طريقتين للاحالة، طريقة فرنسية و طريقة كندية او انجلوساكسونية، و يمكن الرجوع الى المراجع لاخذ نموذج الاحالة، و اشار لوجود برامج الكترونية مجانية يمكن الاستعانة بها في البحث الكمي. اما مرحلة التاويل فهي تعود لخصوصية الباحث.
و اختتمت الورشة بكلمة لمسير الورشة مذكرا باهم نقاط المداخلة المركزية للمؤطر وكذا اهم التفاعلات.. التي جائت على شكل استفسارات وتساؤلات و اضافات مغنية للنقاش.