“تيڤزيرت” جزيرة الأمازيغ الساحرة

“تيڤزيرت” جزيرة الأمازيغ الساحرة

تقديم

“تيڤزيرت” مدينة ساحلية مطلة على البحر الأبيض المتوسط، تقع على بعد 40 كلم شمال ولاية “تيزي وزو” التي تبعد حوالي 100 كلم شرق الجزائر العاصمة، كان يطلق عليها في عهد الرومان اسم “إيومنيوم” ومعناه بالفينيقية الجزيرة.

المناظر الطبيعية الخلابة والآثار التاريخية التي تزخر بها المنطقة جعلت منها معلما للثرات الثقافي والمادي فضلا عن وجهة سياحية في منتهى الجمال والإبداع لتحظى بمكانة خاصة عند السكان المحلين والزوار أيضا.

تاريخ وآثار مدينة تيڤزيرت

حسب المؤرخين فإن تاريخ مدينة “تيقزيريت ” يعود للقرن الأول قبل الميلاد، وقد عمر بها الرومان في القرن الثاني ميلادي وشيدوا فيها عدة مبان مازالت ليومنا هذا شاهدا على فن العمارة العريقة، ففي المدينة الأثرية بـ”قرية تاقصبت” ببلدية “إفليسن” يقبع ضريح الملك الأمازيغي الذي يسميه السكان “الصومعة”، وغير بعيد عنها تتوزع بعض البيوت التقليدية بحجارتها البدائية الأصيلة وهندستها المعمارية البسيطة التي تعرضت لعوامل طبيعية قاسية تركت هذا الموروث عن الأجداد ذكرى بحاجة لترميم.

ومن أشهر المعالم الرومانية المعسكر والمعبد الرومانيين، و البازيليكا أو الباسليكا المسيحية وهو اصطلاح استعمله الإغريق لتسمية قاعة الملك أو العرش أي قاعة الحكم لتصير لاحقا مكانا للعبادة وتلاوة ترانيم الصلاة حسب معتقدات الرومان.

أما المباني البيزنطية قتتميز بتداخلها مشكلة نسيجا عمرانيا متماسكا منها الكنسية المسيحية.

هي معالم أثرية موحية تنقل زائرها إلى زمن مضى ورحل عُمًّارُهُ لكن عِمَارَتُهُ ظلت دليلا واضحا عن حضارات عريقة في تاريخ البشرية.

تيڤزرت وسحر الطبيعة الآسرة

“تيڤزيرت” المتلألئة هي منطقة مرتفعه عن سطح البحر مما يمنحها إطلالة واسعة على الساحل الذي يتلون بزرقة متدرجة يتخللها اللون الأخضر في لوحة فنية من صنع الخالق الذي جعل الطيور تأوي إليها كل مساء وكأنها تودع شمس الغروب التي تتهادى خلف سطح الماء بروية في مشهد رومانسي يبعث الارتياح في النفوس مما يجعل الكثيرين يقبلون للاسترخاء والتأمل والتمتع بنسائم البحر العليل الذي تسكنه أنواع الاسماك المهددة بالإنقراض مثل سمك “الهامور الأصفر” وهو أحد أنواع الأسماك كبيرة الحجم سهلة الصيد وهو مفيد جدا لجسم الإنسان.

“تيڤزيرت” جزيرة الأمازيغ الساحرة 1

أما على البر فالمنظر لا يقل جمالا وزهوا بالخضرة التي تزين وجه الأرض من نباتات وأشجار وارفة مثمرة وخضروات في مختلف المواسم وهذا لتنوع المناخ ووفرة المياه.

في فصل الشتاء تكسو الثلوج البيضاء الجبال الشامخة مما يجعل المنطقة وجهة سياحية على مدار السنة.

وبين اليابسة والبحر تجثم “جزيرة ليلو” وتعد من أجمل الجزر لما بها من تنوع بيولوجي، ويقصدها السياح على متن قوارب نظرا لقربها من مرفئ ميناء المدينة، في حين يمكن قطع المسافة سباحة لمن يحسن العوم.

“تيڤزيرت” جزيرة الأمازيغ الساحرة 2

وجهة سياحية بمقاييس عالمية

يوجد بمدينة تيقزيرت أحد أهم الموانئ التاريخية فقد كان سابقا مهيأ للسباحة والصيد المحلي التقليدي ويسمى “الشاطئ الصغير” لكن تم تهيئته وتوسيعه ليصبح ميناء تجاريا خصوصا أنه يقابل الطريق الوطني رقم 24 والذي يشكل عصبا للسياحة والاقتصاد.

“تيڤزيرت” جزيرة الأمازيغ الساحرة 3
الصيد التقليدي بالصنارة على شاطئ صخري بتڤزيرت

كما يتوفر الميناء على مرافق للتسلية والترفية مما يجعل الإقبال عليه كبيرا سواء من قبل العائلات أو الأفواج الكشفية في رحلات استكشافية وكذا تلامذة المدارس والطلاب في خرجاتهم الميدانية.

وتضم تيقزيرت أجمل شواطئ الشريط الساحلي للمتوسط مثل شاطئ تاسالاست، الشاطئ الكبير، بحر فرعون وإفليسن وتعد من أجمل الوجهات التي يقصدها المحليون والسياح حتى من خارج الوطن.

فالوافدون يبحثون عن الراحة والإستجمام في أحضان الطبيعة العذراء ويجدون النشاط والمتعة في التجوال بين المواقع الأثرية وتاريخ الحضارات استوطنت هذه المساحة الجغرافية المتنوعة.

664 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *