حروف القسم وإعرابها

حروف القسم وإعرابها

تقديم

حروف اللغة العربية قسمان أولهما حروف المباني ويقصد بها الحروف الهجائية التي تشكل البنية الأساسية للغة وعددها 28 حرفا، مرتبا كالتالي: أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، و، هـ، ي. 

والقسم الثاني فهو حروف المعاني وهي أدوات تربِط الكلمات مع بعضها لتوضح معنى الجملة وكذا تستعمل لابراز غاية كالتأكيد والنفي أو الشرط وغيره.

ومن بين هذه الحروف هناك حروف القسم.

تعريف القسم

القَسَمُ بِمعنَى اليَمِين والحلف، وجَمعُهُ أَقسَامٌ، مِثل، سَبَبٌ وأَسبابٌ، ومِنهُ: أَقسَمَ بِاللهِ إقساماً، أي: حَلَفَ بِاللهِ حلْفا.

يعرف الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني القَسَمَ بِمعنى اليَمينِ، وأن أَصلُهُ مِن القَسامَةِ، وهِيَ أَيمانٌ تُقسَمُ علَى أَولِياءِ القَتِيلِ إذا ادَّعُوا علَى رَجُلٍ أنَّهُ قَتَلَ صاحِبَهُم، ومَعَهُم دَلِيلٌ دُونَ البَيِّنة، فيَحلِفُونَ خَمسِينَ يَميناً تُقسَمُ علَيهِم، ثمَّ صارَ اسمٌ لِكلِّ حَلفٍ، فَكأَنَّهُ أي: القَسَمُ كانَ في الأَصلِ تَقسيمَ أيمانٍ، ثمَّ صارَ يُستَعمَلُ في الحَلْفِ نفسه والأيمانِ.

والقسم  أسلوب من أساليب التأكيد نحو والله لأراجع دروسي  وحروفه هي الواو والباء والتاء  وهي حروف  جر

واصطِلاحاً هُوَ طَريقٌ مِن طُرقِ تَوكِيدِ الكَلامِ وإبرازُ معانيهِ ومقاصِدِهِ علَى النَّحو الَّذِي يُريدُهُ المتكلِّمُ، إذ يُؤتَى بِهِ لِدفعِ إنكارِ المُنكِرِينَ، أو إزالةِ شَكِّ الشَّاكِينَ. وهُوَ مِنَ المؤكِّداتِ التي تُمكِّنُ الشَّيءَ في نَفسِ السَّامِعِ وتُقَوِّيهِ، ولِتَطمَئِنَ إلَى الخَبرِ.

أقسامه

يتكوَّنُ أسلوب القسم من قسمين: الأُول جُملةُ القَسَمِ، والثَّاني جَوابُ القَسَمِ، وقد تَكُونُ جملةُ القسَمِ جملةً فِعليَّة مثل ” أقسم بالله” أو جملَةً اسميَّة مثل ” يمين الله”.

إنَّ هاتَيْنِ الجُملتَيْنِ تَتنزَّلانِ مَنزِلةَ الجُملةِ الواحِدةِ، تَستَغنِي إِحداهُما عنِ الأُخرى، فَوُجُودُ القَسَمِ سَببٌ فِي وُجُودِ جَوابِ القَسَمِ، فلا يُمكِنُ أنْ يَأتيَ الجوابُ دُونَ أنْ يسبقه القَسَمِ، فالترابُطُ بَينَهُما تَرابُطٌ في المعنى والصناعة النحويَّة، عِلماً أنَّ جُملةَ جَوابِ القَسَمِ لا مَحَلَّ لَها مِن الإِعرابِ، فلا عمل لها، وذلِكَ لأنَّ جوابَ القَسَمِ خبرٌ عن صحته، أي يَحتَمِلُ الصِّدقَ والكَذِبَ، وقد يَكُونُ نَفياً أو إثبَاتاً، والغَرضُ مِنَ القَسَمِ تَوكِيدُ ما يُقسَمُ علَيهِ مِن نَفيٍ أو إثباتٍ، ولَيسَ مَعنَى كَونِ جَوابِ القَسَمِ لا مَحلَّ لهُ من الإعرابِ أنَّه غيرُ مترابِطٍ مَعَ القَسَمِ.

أدواته

أَدواتُ القَسَمِ الَّتي تَنُوبُ عنِ الفِعلِ، هِيَ: الباءُ والواوُ والتَّاءُ، وقد يُكتَفَى بِحرفِ الجرِّ، وما أُقسِمَ بِهِ، ويُحذَفُ الفِعلُ الدَّالُّ علَى القَسَمِ، ويُسمَّى حرفُ الجرِّ هُنا حَرفَ قَسمٍ.

فإذا كانَ حرفُ القَسَمِ المُستَخدَمُ هُوَ الباءُ فإنَّ الفِعلَ الَّذِي يَتَعلَّقُ بِهِ الجارُّ والمجرُورُ يَكُونُ مَحذُوفاً جوازاً.

يقول سيبويه :(وللقَسَمِ والمُقسَمِ بِهِ أدَواتٌ فِي حُرُوفِ الجرِّ، وأكثرُها الواو، ثمَّ الباءُ، يَدخُلانِ علَى كُلِّ مَحلُوفٍ بِهِ، ثُمَّ التَّاءُ، ولا تَدخُلُ إلَّا فِي واحدٍ، وذلكَ قَولُكَ: واللهِ لَأَفعِلَنَّ، وبِاللهِ لَأَفعَلَنَّ، وقَالَ تَعَالَى: “وتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أصنَامَكُم “)

تاء القسم

لا تدخل التاء إلا على لفظ الجلالة .

فالتاء حرف قسم مثل الواو لكنها مختصّة بلفظ الجلالة (الله) وتستعمل للتعظيم وقد وردت في ثلاث مواضع في سورة يوسف (قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) {73}، (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) {85}،( قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) {91} .

أما الواو فهي عادة تستخدم مع غير لفظ الجلالة مثل والسماء والطارق والفجر والضحى والليل والشمس وهكذا.

إعراب أسلوب القسم

أولا:إذا كانت أداة القسم حرفاً : ( الواو أو الباء أو التاء ) فهي حروف جر.

والمقسم به ( لفظ الجلالة ) اسم مجرور بحرف القسم ( الجر ) ، نحـو : والله : الواو : حرف جر للقسم ، ولفظ الجلالة : اسم مجرور بحرف القسم ( الواو ) ، والجار والمجرور في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقـدير : قسمٌ والله أو يمينٌ بالله …ومثلها ( الباء أو التاء ) .

ثانياً :إذا كانت أداة القسم اسماً : فيعربُ هذا الاسم مبتدأ مرفوعاً ، والخبر محذوف وجوبا تقديره ( قسمي ) ، نحـو : لعمرُكَ إنَّ الصدق نجاة.
فاللام : حرف ابتداء ، وعَـمْرُ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
الكاف : ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، والخبر محذوف والتقدير : لعمرك قسمي .

ثالثاً : إذا كانت أداة القسم فعلاً : فتعربُ جملة القسم إعراب الجملة الفعلية . نحـو :
أقسمُ إنَّ الحق ظاهر.
أقسمُ : فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره ( أنا ) .
إنّ : حرف ناسخ .

الحق: اسم ( إنّ ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
ظاهر : خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

أقسم بالله ما تركت فرضا.

أقسم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا .
بـ : حرف جرمبني لا محل له من الإعراب.
الله : لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره وجملة الجار والمجرور متعلقة بالفعل .
ما: النافية لا عمل لها مبنة لا محل لها من الإعراب.
تركت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل .
فرضا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
وجملة جواب القسم لا محل لها من الاعراب .

فيديو توضيحي

172 مشاهدة
error: المحتوى محمي !!