على خلفية تنظيم حفل غنائي صاخب، ليلة السبت 15 أبريل/ نيسان 2022م- الموافق لـ 14 رمضان 1443ه، بمحاذاة مسجد الهداية ببلدية مشدالة الواقعة شرق ولاية البويرة حوالي 100 كلم جنوب غربي الجزائر العاصمة، استنكر إمام المسجد الشيخ عمار عبر مكبرات الصوت انتهاك حرمة شهر رمضان الفضيل، وعدم احترام قدسية المكان، فضلا عن إزعاج المرضى المتواجدين المستشفى المجاور.
وتعرض الإمام للتهديد والضغط في حين أبدى السكان تضامنهم معه وأعلنوا رفضهم لهذا التصرف المخالف، واستاؤوا من المسؤول عن الترخيص لحفل كهذا في منطقتهم، وطالبوا بمحاسبة منظمي الحفل.
كما استنكر المواطنون ما أقدم عليه فوزي ميدون رئيس البلدية من تهديد إمام المسجد بالإقالة، ليتم الضغط على الإمام لاحقا من قبل مصالح ولاية البويرة والمجلس الشعبي الولائي في بيان مشترك، مفاده: “بعد الحادثة اللفظية المعزولة التي وقعت بمدينة امشدالة بمناسبة تنظيم حفل بالساحة العمومية للبلدية والذي عرف انزلاقا لفظيا والذي من شأنه المساس بمشاعر الناس.
ليكن في علم المواطنين أن السلطات المحلية والأمنية وبعض المنتخبين، وكذلك أعيان وجمعيات المنطقة عملوا حين وقوع الحادثة وطيلة ليلة أمس وأول أمس على بذل مساع لتفادي أي تأويلات لإخراج هذه الحادثة من نطاقها، لاسيما بعدما تم تسجيل مثل هذه المحاولات لتضخيم الأمور لأغراض أخرى عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي”. وأضاف البيان “هذه المساعي سمحت باحتواء الوضع وهي متواصلة وذلك إلى جانب الإجراءات الإدارية الواجب اتخاذها في هكذا حالات”.
وإثر هذا البيان عقد بمسجد الهداية ببلدية مشدالة ولاية البويرة، لقاء صلح بعد صلاة عصر اليوم الأحد، بحضور إمام المسجد، ومدير الشؤون الدينية لولاية البويرة، وأعضاء المجلس الشعبي الولائي ومشايخ المدينة.
حيث قرأ الإمام اعتذارا مكتوبا اعتذارا مكتوبا لسكان المنطقة حيث قال: “أجدني في حرج كبير مما صدر مني ليلة أمس، وما قلته من كلمات وعبارات لا تليق بمقامكم، ولا أجد الكلمات التي توفيكم حقكم أو عبارات أعتذر بها عما صدر مني في لحظة غضب وانفعال استنكرتها من نفسي قبل أن تستنكروها أنتم”.
وأضاف: “إنني أسحب كل كلمة نطق بها لساني في حقكم، فقد عشت بينكم في نعمة وعافية وأمن وأمان، ومرة أخرى ألتمس منكم العذر على ما بدر مني”.
هذه الحادثة أثارت سخطا كبيرا في الشارع الحزائري، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا ضد الجهات المسؤولة في بلدية البويرة عموما وبلدية مشدالة تحديدا، وطالبت بمحاسبة كل من سمح بإقامة هذا الحفل أمام المسجد في ليالي رمضان المبارك، واستفزاز المصلين، وتهديد الإمام والضغط عليه، ووصفوا الواقعة بالمنكر الصريح القبيح الذي لا يجب السكوت عنه.