محاولات بائسة لمحو تاريخ القدس الإسلامي وتزييف الحقائق، ومساس بالمقدسات، وتهجير للسكان الأصليين وتثبيت قدم المستوطنين اليهود من كل الجنسيات، مع بداية العدوان وإغتصاب أرض فلسطين في نكسة يونيو/ حزيران عام1967م، إلى اليوم حيث جاء الدور على حي سلوان في المدينة المقدسة، درع المسجد الأقصى جنوبا.
حي سلوان في خطر
حي سلوان الواقع من الجهة الجنوبية للأقصى بشهر هويته الإسلامية في وجه كل زائر أو عابر، حيث تتراءى مآذن مساجده العالية، ومعالمة التاريخية والشواهد الأثرية، فذكرى زيارة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لجبل المكبر مازالت محفوظة بحي الفاروق، وعيون الماء الرقراقة ستظل ينبوعا لحياة الأوائل والخلف من عهد أيوب وبلال إلى زمن نسل محمد ضيف، ورغم أعمال التخريب والحفريات وعمليات التهجير والمصادرة أو الهدم بقرارات مجحفة، سيبقى سلوان سلوى أهاليه.
اليوم دعوة محكمة الاحتلال الصهيوني الفلسطنيين المقيمين بحي سلوان لإخلاء منازلهم لصالح مستوطنين يهود للاستيلاء عليها باطلة، ودعوى أن هذه البيوت شيدت على أراض مملوكة لليهود قبل عام 1948 لا دليل موثق عليها إنما مجرد مزاعم لغاصبين يلقون حماية قانونية ودعما دوليا، في حين توجد وثائق رسمية تثبت أن الأرض ورثها المقدسيون عن آبائهم منذ عام 1918م.
سكان أحياء بطن الهوى، والبستان يعيشون تحت تهديد استيطان المنطقة بعد قرار الهدم مع تغريم أصحاب المنازل تكلفة العملية، لكن المقدسيين يرفضون الرحيل ويفضلون الاستشهاد تحت الردم على ترك المكان لليهود المحتلين.
المقدسيون أهل الرباط
رغم أكاذيب سلطات الاحتلال وأساليبها الاحتيالية للاستيلاء على حي سلوان يشهر المقدسيون صمودهم وتمسكهم بحقهم المتوارث منذ أجيال، متحدين قوات الاحتلال المججة بكل أنواع الأسلحة المستبيحة كل أشكال العنف والاضطهاد.
فلو رضي السكان بترك حيهم ستستمر آلة الهدم في ملاحقة بقية الأحياء، وما حي الشيخ جراح عن ذلك ببعيد.
تتواصل المقاومة الشعبية والتضامن الجماهيري في داخل فلسطين وخارجها، لكن الشارع المقدسي يبقى البطل الأول الذي يستحق التقدير والدعم من قبل كل الشعوب العربية والإسلامية، أما بقية المجتمع الدولي فلن يكون سوى حليفا للصهاينة.
من المقرر أن تنتهي اليوم، المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال لهدم عدة منازل في حي البستان بحجة البناء دون ترخيص، ففي بداية شهر يونيو/حزيران الجاري، اخطرت بلدية الاحتلال 13 عائلة من الحي بأوامر الهدم، وأمهلت أصحابها 21 يوما لهدمها ذاتيا، أو تتحمل تكاليف عملية الهدم في حال تكفلت البلدية بارسال عتادها ومعداتها لتنفيذ الأوامر.
ومع اقتراب نهاية المهلة، يزداد الضغط لكن المقدسيين مازالوا واقفين وقفة رجل واحد، مرابطين ضد أي عدوان، تسابيحهم تنسج خيوط الرحمة والعناية ودعاؤهم الصادق يتصاعد إلى السماء وما نصرهم على الله بعزيز، لأنهم ببساطة لن يرحلوا.
التعليقات
التعليقات مغلقة