داء هاشيموتو وعلاقته بالأجسام المضادة

داء هاشيموتو وعلاقته بالأجسام المضادة

تقديم

“هاكارو هاشيموتو” عالم في الطب عاش في فترة حكم الإمبراطور الياباني تايشو مييجي ولد في 5 ماي/ أيار 1881 وتوفي في 9 يناير /كانون الثاني 1934م.

  إكتشف “هاشيموتو” إلتِهاب الدرقية فنشب إليه، وهو حالة مرضية يهاجم فيها الجهاز المناعي الغدة الدرقية، وهي الغدة الصغيرة الموجودة في قاعدة العُنُق أسفل الحلق.

إذ تعد الغدة الدرقية جزءا من نظام الغدد الصماء الخاصة بالجسم، والذي يُنتج الهرمونات التي تعمل على تنسيق العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان.

الْتِهاب الغدة الدرقية اللمفي المزمن يتسبب في ضعف نشاطها، وهو من أكثر أإنواع قصور الدرقية شيوعا، ويؤصر بشكل كبير على فئة الأول على النساء في منتصف العمر، ولكن يمكن أن يصيب النساء الأخريات في مختلف الأعمار وكذا الرجال وحتى الأطفال.

مؤشرات الإصابة بداء هاشيموتو

أهم أعراض الإصابة بمرض هاشيموتو هو ظهور تورم في مقدمة الحلق (الدُرَاق أو تضخم الغُدَّة الدرقية).).

ثم يبدء المرض في التطور ببطء على مر السنين وينجم عنه أضرار مزمنة للغدة الدرقية؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمون الدرقي في الدم.

وبصاحب الداء مؤشرات سببها قصور الدرقية وهي

  1. إرهاق شديد وشعور بالضعف.
  2. الخمول والكسل.
  3. حساسية متزايدة تجاه البرودة.
  4. شحوب وجفاف الجلد.
  5. إمساك.
  6. انتفاخ الوجه.
  7. هشاشة الأظافر.
  8. زيادة الوزن.
  9. تساقُط الشعر.
  10. ظهور بقع صلع .
  11. تضخم اللسان.
  12. تيبس العضلات مصحوبة بآلام. وآلامها
  13. ألم المفاصل وتيبسها.
  14. ضَعْف العضلات
  15. نزيف حاد وممتد أثناء دورة الحيض، أو نزيف دم خارج فترات الحيض.
  16. النسيان وفجوات في الذاكرة.

أسباب ظهور مرض هاشيموتو

التهاب الدرقية لهاشيموتو هو اضطراب مناعي ذاتي ينتج فيه الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تتلف الغدة الدرقية، ولم يتمكن الأطباء تحديد أسباب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية.

يعتقد بعض العلماء أن الفيروس أو البكتيريا قد يثيران رد فعل، في حين يعتقد الآخرون باحتمالية وجود خلل وراثي، ويقول آخرون انه نتيجة للقلق الشديد والغم الدائم.

قد تحدد مجموعة من العوامل إحتمالية الإصابة بهذا الداء منها

  1. الجنس: الإناث أكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو.
  2. العمر: وقد يحدث مرض هاشيموتو في أي عمر، ولكن يعادة ما يظهر في منتصف العمر.
  3. الوراثة: وجود سوابق عائلية لأمراض الغدة الدرقية أو الأمراض ذاتية المناعة الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو داء السكري من النوع “أ”.
  4. التعرض للإشعاعات:  الأفراد المعرضين لنسبة عالية من الإشعاع البيئي.

المضاعفات

في حالة عدم الخضوع لعلاج فإن قصور ‎الغدة الدرقية الناجم عن مرض هاشيموتو بتسبب في مشكلات صحية أعمق وهي:

  • تضخم في الغدة الدرقية:  التحفير المستمر للغدة الدرقية يؤدي لإفراز المزيد من الهرمونات التي تسبب تضخمها بشكل كبير ولا يؤثر على المظهر فقط بل يتعداه لإعاقة عملية البلع وصعوبة التنفس.التنفس.
  • إضطرابات نفسية وعقلية: يمكن أن يحدث الاكتئاب في مرحلة مبكرة من مرض هاشيموتو وقد يتفاقم الوضع بتقادمه، ويؤثر على سرعة الأداء العقلي.
  • أمراض القلب: هناك إحتمالية كبيرة من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهذا بسبب ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL)، (الكوليسترول “السيئ”)، إذ يمكنه أن يصيب الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية، وفي حالة تركه دون علاج، قد يسهم في تضخم القلب ويمكن إلى فشل قلبي.
  • الوذمة المخاطية: وتحدث عندما لا تستطيع الغدة الدرقية إفراز هرموناتها في الدم بنسب طبيعية، مما يؤدي إلى تأثيرها على معظم خلايا الجسم بشكلٍ سلبي وظهور أعراض عدة منها الخمول والارتباك وانخفاض درجة حرارة الجسم وكذلك حدوث تغيرات عديدة في الجلد، وقد تحصل العديد من المضاعفات إذا تركت دون علاج وأبرزها الغيبوبة المخاطية، حيث يمكن أن يُحفز التعرض للبرد أو المهدئات أو العدوى أو وجود ضغط آخر على الجسم حدوث غيبوبة تستدعي علاج الطوارئ.
  • التشوُّهات الخَلْقِيَة: معظم النساء المصابات بقصور الدرقية بسبب مرض هاشيموتو من غير علاج، يكون مواليدهم عرضة للإصابة بعيوب خلقية، مثل الشفة الأرنبية ( الحنك المشقوق)، وكذا مشاكل القلب والدماغ والكلى.

العلاج

يعتمد تشخيص مرض هاشيموتو على مؤشرات المرض والأعراض، وبعدها يمكن التأكد من خلال إجاء تحاليل مخبرية للدم وهي:

  • اختبار الهرمونات: لتحديد نسبة الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية والغدد النخامية، فإذا كانت الغدة الدرقية منخفضة النشاط، ينخفض مستوى الهرمون الدرقي في حين يرتفع مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية نتيجة محاولة الغدة النخامية تحفيز الغدة الدرقية لإنتاج المزيد من الهرمون الدرقي وتغطية النقص.
  • اختبار الأجسام المضادة إن اضطراب المناعة الذاتية يعمل على إنتاج أجسام مضادة غير طبيعية، ومن خلال إختبار الدم تظهر الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي، وهو إنزيم يوجد في الأحوال الطبيعية في الغدة الدرقية ومهم جدا في إنتاج الهرمون الدرقي. قد لا يعطي اختبار الأجسام المضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي نتيجة إيجابية دائما لوجود داء هاشيموتو، فلدى الكثير من الأشخاص أجسام مضادة لإنزيم بيروكسيداز الدرقي، ولكنهم غير مصابين بتضخُّم في الغدة الدرقية أو قصورها.

يحتاج علاج داء هاشيموتو هرمون إصطناعي استبدالي بهرمون الغدة الدرقية، وهو ليفوثيروكسين (ليفوكسيل، سينثرويد، وغيرها).

الليفوثيروكسين الاصطناعي مشابه للثايروكسين، وهو النسخة الطبيعية من هذا الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية. يستعيد الدواء الفمويُّ مستويات كافية من الهرمون ويعكس جميع أعراض قصور الغُدَّة الدرقية.

لا يسبب الليفوثيروكسين آثار جانبية خطيرة عند استخدامه بالجرعة المناسبة التي يحددها الطبيب، ولكن الجرعات الزائدة من الهرمون الدَّرِقي يمكن أن تسرِّع من فِقدان العظام ظهور مرض هشاشة العظام، وكذا عدم انتظام ضربات القلب.

230 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *