دم المغاربة والجزائريين دائما دم واحد وضد الغزاة فقط

دم المغاربة والجزائريين دائما دم واحد وضد الغزاة فقط

على هامش التحريش الصهيوني الحالي بين إخوة الدين والنسب والوطن والتاريخ المشترك في المغرب والجزائر:

دم المغاربة والجزائريين دائما دم واحد وضد الغزاة فقط

بمناسبة محاولات التحريش الصهيوني بين المسلمين في المغرب والجزائر، أود أن أذكر بأن الطرفين لم يكن أي منهما عدوا للآخر عبر التاريخ، بل كانوا دائما شعبا واحدا لا يسمح للأجنبي بالاعتداء على قيمه وكرامته ووحدته، ولنا خير مثال وأقربه على ذلك في أول حركة مقاومة للاستعمار الفرنسي في المنطقة إذ تصدى له جيش من أبطال مجاهدين مغاربة وجزائريين أميرهم هو الشيخ الأمير عبد القادر الحسني الجزائري رحمه الله، و كان الجنود من غرب الجزائر ومن شرق المغرب، وتمت البيعة للأمير عبد القادر على مقاومة الاستعمار الفرنسي فاختار خليفة له وقائدا لجيشه مغربيا هو ابن عمته الحاج مصطفى بن التهامي الحسني من ذرية سيدي أحمد بن علي الدرعي البوعمراني الملقب بجبار المكسور دفين زاكورة المغربية، يوم الاثنين 12 رمضان سنة 1248 هـ موافق 2/2/1833م في “الدردارة“، وهي موقع بصحراء غريس بين المغرب والجزائر التي كانت محل موسم رجال غريس المعبر عنه بـ”الوعدة” ، وذلك عقب احتلال الفرنسيين لمدينة وهران في 4/1/1831م، وقد ورد توثيقا لذلك في كتاب “طلوع سعد السعود” في أخبار وهران والجزائر واسبانيا وفرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر، لمؤلفه لاغا بن عودة المزاري، بتحقيق الدكتور يحيى بوعزيز الصفحة 102، من الجزء الأول وفيها:( والشريف السيد أحمد بن التهامي أحد أولاد سيدي أحمد بن علي البوعمراني، وابنه الحاج مصطفى بن التهامي خليفة الأمير السيد الحاج عبدالقادر الحسني بمعكسر)؛ وعلّق المحقق د. بوعزيز في هامش الصفحة 102/1بقوله:( الحاج مصطفى بن التهامي هو ابن أحمد بن التهامي وابن عمة الأمير، عيّنه الأمير رئيساً لديوان الإنشاء، وخليفة له على مدينة معسكر بعد مقتل الخليفة محمد بن فريحة المراحي، في “البرجية” أثناء التدريب على استعمال السلاح. وقد تولى قيادة جيش الأمير في عدة جهات من الوطن، بتلمسان والمدية ، والهضاب العليا، والجلفة، وبوسعادة، والمسيلة، وبرج بوعريج وسطيف وعين تاغروط، وعين الترك ، وخاض معه معظم المعارك، وأشرف على تنصيب الحسن بن عزوز، ومحمد الصغير بن عبدالرحمن، خليفتين للأمير عبدالقادر في “الزيبان”، والشيخ بوزيان شيخاً في واحة “الزعاطشة”. وبقي يكافح ويجاهد مع الأمير إلى أن استسلم ونفي معه إلى فرنسا، وألف في قصر “أمبواز” تاريخاً عن حياة الأمير عبدالقادر العسكرية والسياسية والأدبية والتاريخية، مازال مخطوطاً. وهاجر معه إلى الشام بعد إطلاق سراحهما، وتوفي هناك، ونظم قبل وفاته غوثية طويلة من ألف بيت…) الغوثية قصيدة استغاثة بالله في أوقات المحن.

الشيخ عبد الكريم بن محمد مطيع بن المهدي الحمداوي

error: المحتوى محمي !!