تكتسي الكفاية المعجمية أهمية بالغة في مجال التعليم، إذ تعتبر مركز فهم اللغة واستعمالها، كما أن لها أثرا كبيرا في تمكن المتعلم من التحكم في اللغة والتواصل بها، والملاحظ أن أكثر المدرسين لا يمنحون هذه الكفاية أية أهمية ولا يولونها جانبا من حقها، لذلك يجب البحث عن بعض الطرق لبنائها وجعلها عالية لدى المتعلم، ومن تم استخدام هذه الطرق داخل القسم وخارجه.
من بين الطرق التي تنمي الكفاية المعجمية لدى المتعلم نجد: قراءة القصص، لأن القراءة كما هو معلوم من الوسائل الأكثر مردودية لإكساب الأطفال المعرفة والثقافة، ومنحهم ملاذا يرتاحون فيه، خصوصا قراءة القصص لأنها تخاطب قلوبهم وتشبع خيالهم حيثما كانوا، فتجدهم شغوفين بتتبع أحداث القصة وحواراتها وتخيل شخصياتها.
تنمي القصة القدرات اللغوية والخبرات المعرفية والفنية للطفل، وبما أن هذا الأخير ميال للخيال والجديد، فإن القصة هي ملجأه الوحيد لتزداد حصيلته اللغوية من خلال كلماتها وعباراتها، وليتعلم النطق السليم والأداء الجيد والإلقاء الحسن، إضافة إلى المتعة والترفيه عن الطفل وإسعاده، وانماء ملكة التفكير والتذكر لديه، وهي أيضا من أسرع الطرق لتكوين علاقة المودة بين المدرس والمتعلمين. فالقصة تجمع بين المتعة والمعرفة، وأيضا تعتبر مجالا مناسبا لتدريس القواعد اللغوية ضمنيا للأطفال. وبالتالي هي أسلوب تعليمي مهم، حيث تزود المتعلم بالقيم، وتساعد في تهذيبه، وتحسين سلوكه، وتنمية شخصيته، بالإضافة إلى إثراء لغته، كما أنها وسيلة مؤثرة ومشوقة، وتجذب الانتباه، وتعد من الأنشطة المحببة للأطفال والقريبة من نفوسهم. وهذا يدفع إلى القول إن النمو السليم للمتعلم لغويا ونفسيا يستدعي استعمال الأشياء التي تتفق مع حاجاته الطبيعية، واستخدام القصة المحببة إلى نفسه، لهذا كله وجب على كل مدرس استخدامها لبناء وتطوير الكفاية المعجمية لدى المتعلم.
إن قراءة القصص للمتعلمين داخل القسم وخارجه سيساعدهم على تعلم اللغة بشكل بسيط وسلس وحتى دون وعي منهم بأنهم يتعلمون اللغة ونحوها وتراكيبها ومفرداتها. ونعلم جيدا أن التعليم الابتدائي يمثل الأساس والقاعدة للمراحل التعليمية المقبلة، لأنه تبنى عليه المعرفة، إذ لا تخفى علينا أهمية هذه المرحلة وخطورتها في تكوين قدرات المتعلم اللغوية، فهي التي تؤسس لما سوف يكون عليه المتعلم في المراحل التعليمية التالية من كفاءة أو ضعف في اللغة. وإذا قمنا بمساعدة المتعلم في هذه المرحلة بالذات ويسرنا عليه تعلم اللغة، ووفرنا له تنشئة لغوية سليمة، فإنه سيعرف بعد ذلك كيف يشق طريقه في حياته العلمية دون أدنى صعوبات، وسيصل إلى مستوى لغوي يمكنه من استخدام اللغة استخداما صحيحا وناجحا في جميع الميادين العلمية.
هناك عدة نماذج للقصص التربوية المفيدة مثل سلسلة حكايات كما يجب أن تروى التي يمكن اعتمادها في تنشئة الطفل بما يتوافق مع عقيدته الصحيحة ونظم المجتمع السوية فضلا عن اكتسابه لمعارف، علوم ومهارات جديدة.
بقلم: سهام محجوبي.