زكاة الفِطر طُهرة للصائم وإسعادٌ للفقير

زكاة الفِطر طُهرة للصائم  وإسعادٌ للفقير

تقديم

الزكاة ركن من أركان الإسلام خمسة، وهي إما زكاة المال و تجب على من يملك المال لكن زكاة الفطر تجب على من تلزمه النفقة. – زكاة المال يشترط لوجوبها بلوغ النصاب والحول، أما زكاة الفطر فيكفي في وجوبها أن يكون الشخص عنده قوت يومه، وتصرف للفقراء والمساكين.

تعريف زكاة الفطر وحكمها

زكاة الفِطرأوماتسمى بـفطرةِ رمضان هي طُهرةٌ للصائمِ من اللغوِّ والرفثِ؛ تُطهرالصائم مما يكون قدوقعَ من اللغوِّ أوالخطأ في شهر رمضان، فإذاتصدق المسلمُ وأخرج زكاة الفِطر طهرّت ونظفت الزكاةهذاالصوم، فضلا عن أن فيها إسعاد للفقراء فُيشاركُ الفقير فرحة العيد فيها مع الغنيّ أوالقادر.

كما أنها هي واجبة على كلِّ مسلمة ومسلم بالغ عاقل وقادر، لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان)[متفق عليه].

إذم فهي تجب على كل مسلمة ومسلم، صغيرا أو كبيراً، عبداً أو حرّاً، وقيل أيضاً أنه يُسنّ إخراجها عن الجنين في بطنِ أمه بعد أن تُنفخ فيه الروحأي بعد بلوغه الأربعة أشهر تقريباً” لكن ذلك ليسَ بواجب.

هل يجوز التصدق بزكاة الفطر على الأقارب؟

يجوز دفع الزكاة للفقراء من الأقارب صدقة وصلة؛ لأن النبي لما سُئل قال: {الصدقة على الفقير صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة}، فلا بأس أن يُعطي أخته  وعمه وخاله إذا كان فقيرًا من زكاته أو صدقته، لكن إذا كان الفقير من آبائه أو أجداده أو أمهاته لا يجوز ؛ لأنه عليه أن ينفق عليهم، ولا يجوز له أن يُعطي أبناءه من الزكاة؛ لأن الولد أحق على أبيه أن ينفق عليه والأم كذلك إذا كان عاجزًا وهي قادرة.

مقدار زكاة الفطر

عن أبي سعيد الخدريرضي الله عنهقال: “كنّا نعطيها في زمن النبيصلى الله عليه وسلمصاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من أَقِط، أو صاعاً من زبيب.” (رواه البخاري).

والصاع في الموازيين الحالية هو ثلاثة كيلوغرامات تقريبا من أحد أصناف هذا القوت (قمح، شعير، أرز.. إلخ)، ويجوز للمسلم أن يُخرجها من غالبِ قوت البلد سواء الأرز أو البُر أو الطحين أو غيره، ويجب عليه أن يتخيّر أفضل الشيء ويتصدق منه، فلا يأتي بأسوأ أنواع الطعام ويتصدق إنما بما تيُحب أن يُهدى إليه.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالاً بدل الطعام؟

سؤالٌ يتكرر في كل عام والجواب هوَ :الأصل في زكاة الفطر أن تكون من الطعام لحديث ابن عمررضي الله عنهماقال: “فرض رسول اللهصلى الله عليه وسلمزكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد من المسلمين“(رواه البخاري).

لكنّ أهل العلم اختلفوا فيما إذا كان يجوز إخراج زكاة الفطر من المالِ لا الطعام ولهم في ذلك أقوالٌ كثيرة، والذي تطمئنُّ اليه النفس أن يُخرجها الشخص من الطعام.

وقت إخراج زكاة الفطر

يُخطى بعضُ الناس في معرفة الوقت الصحيح لإخراج زكاة الفطر، فمنهم من يُخرجها في أوائلِ رمضان أو بعد انتهائه.

يبدأ وقت إخراج زكاة الفِطر قبلَ العيد بيومٍ أو يومين ويستمر وقت إخراجها إلى قيام صلاة العيد، فإذا قامت صلاة العيد انتهى وقتها، الاّ إذا كان لدى الشخص عذرٌ موجِب.

((فإذا كان العيد يوم الخميس مثلاً فيجبُ على الشخصِ أن يُخرجها يوم الثلاثاء أو الأربعاء قبلَ قيام صلاة العيد)).

هل يجوز إخراج زكاة الفطر أول رمضان؟

تعجيل زكاة الفطر

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية وهو قول مصحح عند الحنفية، وفي وجه عند الشافعية أنه يجوز من أول يوم من رمضان لا من أول ليلة، وفي وجه يجوز قبل رمضان،لكنها لا تؤدي الغاية التي وجدت من أجلها وهي أن يفرح المسلمون جميعهم بالعيد.

الحكمة من زكاة الفطر

وأما الحكمة من وجوب زكاة الفطر فتتجلى في عدة أمور، من أهمها:

  1. أنها كما قال النبي صلى الله عليه وسلمطـُهرة للصائم من اللغو والرفث، أي أنها تمحو ما قد يرتكبه المسلم في رمضان من منهيات شرعية في صيامه.
  2. أنهاطـُعمةللمساكينكماقالصلىاللهعليهوسلمأيضا، فهيتغنيالفقراءيومالعيدعنالسؤالوتوسععليهمفيالرزق، ليكونالعيديومفرحوسرورلجميعفئاتالمجتمع.
  3. شكرالمسلملنعماللهتعالىالكثيرةعليهوعلىالصائمين، والتيمنهانعمةبلوغرمضانوإكمالصيامه.

تقبل الله صدقتنا وصدقاتكم وطاعتنا طاعتكم وكفّر عنا وعنكم السيئات ورحمَ موتانا وموتاكم.

كتبته إيمان زغول.

248 مشاهدة