زمن الطوارئ الحلقة 3: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة

زمن الطوارئ الحلقة 3: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة

اختار موقع معين المعرفة أن يقدم لكم طيلة شهر رمضان حلقات من زمن الطوارئ التي قامت بكتابتها ماجدولين النهيبي أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، الرباط و خبيرة في اللسانيات التطبيقية وديداكتيك اللغات.


“والتين والزتون”، فاكهة وحَبّ عجيبان من خلق الرحمن، وهما إشارة من خالق الأكوان إلى التوازنات الطبيعية التي تربط جسم الإنسان بقوتِه وغذائه.
علّمنا زمن الطوارئ، بما أتاحه لنا من فسحة التأمل، أن نقف على كل دقيقة ورقيقة في ما نقرأه من آيات الله، مستلهمين بعضا مما استلهمه رجال أخلصوا بالقلب ففاضت عليهم وارِدات الرَّبّ.


واو القَسَم في هذه الآية العظيمة دالة على علو شأن ما تم به القسم، إذ ليس المقصود هو التين وحده، ولا هو الزيتون فحسب، وإنما المقصود هو توازن طبائع الفاكهة وما يقابلها في عالم الحبوب والزيوت. لقد اكتشفنا في هذا الزمن المنزلي القرآني الخاص أن وجبة شعير وتين وزيت زيتون غاية في اللذة غاية في الإفادة.


وبما أن زمن التأني يتيح لصاحبه فسحة البحث والتقصي، فإن القراءة عن فوائد التين وفوائد الزيتون وزيته لا تعد ولا تحصى، لا بالنسبة للجسد فحسب، بل بالنسبة للتوازن النفسي أيضا. يا لها من آية غاية في الروعة، غداء من نبات يورث في النفس الثبات…


“والحَبّ ذو العصف والريحان”. أما شتى أنواع الحبوب التي كان يدخرها أجدادنا في زمن الطوارئ فهي عالَم غذائي فريد كان يرفع هِمتهم للعمل بما يوفره للجسد من طاقة عالية. أسرار جمّة تعلّمناها ونتعلمها في هذا الظرف الخاص، لكن أيضا حسرة في القلب على ما طوقنا به أنفسنا من أغلال الاستهلاك والسير في طريق الإنهاك بل الهلاك “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.
بل هي بضع لقيمات من خيرات الطبيعة، وابتسامة في وجه الأحباب، وتأمل وذكر وصلاة، ثم جد وكد وعمل، لا حاجة لنا فيها إلى وصَفات ولا إلى زخرفات للموائد، بل فقط إلى حال صادق وطبق رائق.


معلومات عن الموضوع :


الآيات بالترتيب: (التين، 1). (الرحمن، 12). (البقرة، 195).

error: المحتوى محمي !!