زمن الطوارئ الحلقة 4: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

زمن الطوارئ الحلقة 4: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

اختار موقع معين المعرفة أن يقدم لكم طيلة شهر رمضان حلقات من زمن الطوارئ التي قامت بكتابتها ماجدولين النهيبي أستاذة التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، الرباط و خبيرة في اللسانيات التطبيقية وديداكتيك اللغات.


لطالما تساءلنا في قرارة أنفسنا، ونحن في خضم اللهاث خلف الذي يأتي والذي لا يأتي، لماذا نحن كأمة إسلامية لم نعد نعمل؟ أو على الأقل، لماذا لم نعد نعمل كما ينبغي لنا أن نعمل؟ ماذا أصابنا؟ كيف تنكرنا لأوصافنا الأصيلة؟ “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.


زمن الطوارئ أتانا بالجواب، والجواب كان قاسيا جدا… لأننا بكل بساطة نسينا لماذا نعمل ولمن نعمل، “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، وصرنا في غمرة الغفلة نعمل لأنفسنا. وهنا انقلبت المعادلة: ما لا يرضي أنفسنا الأمارة لا نلقي له بالا ولا نبذل جهدا في سبيله. يا لها من حقيقة مرعبة… أنفسنا تشتهي ونحن نلبي… لكن، هنالك في أعماق كل منا نفخة الله في آدم تنادي بصوت بعيد لا نكاد نسمعه “فسيرى الله عملكم…فسيرى الله عملكم ورسوله…فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.


علمنا زمن الطوارئ أن الشدائد والمحن في الحقيقة مِنَحٌ ونِعَم يسلطها الباري علينا ليستخلص من أعماقنا ذرة الخير الباقية، علنا نعود ونتذكر من نحن ولماذا نحن هنا.

حين يتفانى الطبيب في إنقاذ أرواح المصابين، ويستميت الممرض ليعين المرضى على التماثل للشفاء. وحين يقف رجل الأمن ورجل السلطة على قدم وساق، صباح مساء، للعمل على حفظ الأمن وحفظ الصحة. وحين يعمل الأستاذ طيلة نهاره وليله من منزله، وبشتى الوسائل المتاحة، دون ملل ولا تعب، لإيصال الدروس إلى تلاميذه وطلبته. وحين يسأل الجار عن جاره، ويسأل الغني عن الفقير… حينها نتساءل: أين كان هذا الإنسان فينا؟ ما الذي حجبه وغطاه، أتراها رفاهية مغشاة بزخارف الاستهلاكية الفجة، أرستها عولمة عمياء تسعى إلى شمولية النموذج، مقابل انزواء البشر في بروج الفردانية والأنا والأنانية، بَيْدَ أن خالق الأكوان يبدئ ويعيد، وله في خلقه شؤون…


معلومات عن الموضوع :


ليلة الأربعاء 25 مارس 2020
د. ماجدولين النهيبي
الآيات بالترتيب:
(الزلزلة، 7). (آل عمران، 110). (التوبة، 105).

340 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *