لا أحد يمكنه العودة إلى لوراء لتصحيح أخطاء الماضي، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بالمستقبل، لكن الجميع يملك حاضره وله خيار الفعل الصحيح، واتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، فما دام هناك متسع من الوقت لروح تسري في الجسد فالفرصة متاحة لفعل الكثير، ولا يوجد العجز المطلق أو الاخفاق الدائم مع الاصرار والعزيمة الصادقة النابعة من الثقة بالله.
سيظهر على درب النجاح عدد من المثبطين، ومجموعة من الحاسدين، وثلة من المشككين، لكن التجاهل والتغافل سيضلل كل السهام المصوبة ويشتت مسارها، لأنها تعتمد على الاهتمام وتتحين فرصة الانتباه للرماية.
امض بخطى ثابتة، ولا تترك مكانا للشك أو اليأس بين تفاصيل خططك المستقبلية، واستبق قدرات جسدك بطاقتك الروحية، تحدى محدودية أفكارك بوحي إلهامك المتألق في سماء الثقة.
تذكر دائما وأبدا أن العظماء جميعهم كانوا ذات يوم صغارا، وأن أعظم الأنهار كانت قطرات ماء، ورغم العوائق تغذو سيولا جارفة تتخطى كل الحواجز وتحمل كل الشوائب لتمضي في سبيلها وتروي ما على ضفافها وحيث ما تمر تترك حولها الحياة، إنه التميز الذي لا يعترف بالعثرات والحدود ليكون العطاء بلا محدودية، فعلام إذن تقلل من شأنك ولا تزكيها لترقى إلى مصاف المتميزين، رفقا بنفسك التي تجبرها على البقاء عالقة في أوحال الفشل والتثبيط، حرر روحك التي تسجنها في زاوية التصغير والتحقير.
المشاريع الكبيرة تحتاج لهمم كبيرة، ومحطة الوصول لا تكون بدون محطة انطلاق، والطريق الطويل سينتهي مهما امتدت مسافته، فالنتيجة دائما تكون الحصيلة العامة.
من يزرع لا بد أن يحصد بعد حين، فاحرص إذن على انتقاء الحب المناسب وبذره في المكان الملائم وتوفير الظروف الللازمة، وبعد اتخاذ الأسباب سيكون التوكل على مسبب الأسباب، ويكفيك قوله تعالى:” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (سورة النحل/ الآية: 97)، أو ليس هذا ما يناشده كل منا، حياة طيبة وأجر كريم؟، فالجميع إذن يمكنه أن ينال ثمرة هذا النجاح والتميز إلا من أبى.