شعب واحد.. وطن واحد

شعب واحد.. وطن واحد

لن يختلف أبناء الشمال عن أبناء الجنوب، ولا أبناء الشرق عن أبناء الغرب، فمثل سكان الأوراس كمثل سكان القبائل، وأناس قسنطينة هم أناس وهران، كما أن أهل الصحراء على شاكلة أهل الجزائر العاصمة.

لن تفترق هذه المناطق التي ضمت أشجع وأنبل الثوار الذين أذلوا المستعمر الفرنسي، أعطوه دروسا في التضحية والنضال والولاء والانتماء، وستظل صامدة لا تنحني ولا تنثني.

شعب الجزائر واحد ومصابه واحد، فمصاب أدرار، هو ألم شلف، وقرح الأغواط، وجع أم البواقي، أنين باتنة، جرح بجاية، سهاد بسكرة، أرق بشار، نزيف البليدة،، شق البويرة، تأوه تمنراست، شجن تبسة، وصب تلمسان، دمع تيارت، حزن تيزي وزو، شكوى العاصمة، شجى الجلفة، كآبة جيجل، سقم سطيف، علة سعيدة، وهن سكيكدة، عبرة سيدي بلعباس، معاناة عنابة، كرب قالمة، شدة قسنطينة، أسى المدية، بؤس مستغانم، كآبة المسيلة، ضائقة معسكر، عناء ورقلة، شقوة وهران، أذى البيض، ضرر إليزي، ضيق برج بوعريريج، ضر بومرداس، تعب الطارف، عناء تندوف، فزع تيسمسيلت، جزع الوادي، تعاسة خنشلة، بلوى سوق أهراس، مصيبة تيبارة، شق ميلة، مأساة عين الدفلى، خطب النعامة، بأس عين تيموشنت، ملمة غرداية، كربة غليزان، نزعتيميمون،مكروه برج باجي مختار، ضرر أولاد جلال، أذى بني عباس، بأس عين صالح ،اعتلال عين قزام، إصابة تقرت، استياء جانت، همّ المغير وغمّ المنيعة.

إن نكبة الجزائر اليوم واحدة، تصنعها حرائق الغابات، ورحيل الأحبة، وكل حر شريف بكى الضحايا من بشر وشجر وحيوانات وحتى الحجر، فلا مجال للفتنة التي ينشرها فاقدي الهوية، من لا معتقد سليم يقومهم، ولا ولاء صادق يوجههم، بعدما ضلوا السبيل واختاروا الانحراف والعمالة المأجورة على عهد أسلافهم أتباع فرنسا.

لا مزايدات في أرض الجزائر، فالجسد واحد ولو أصيب بجراح غائرة نازفة، لن ينفصل عنه أي عضو، فما جمعه أقوى من كل الروابط، وسيصمد ليلملم بعضه بعضا، إذ وقف وسيقف التاريخ وينحني بإجلال لشعب هو جزء من خير أمة أخرجت للناس.


القراءة من المصدر.

431 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *