صناعة المحتوى على مواقع التواصل الإجتماعي التي يعتقد عدد معتبر من المتفاعلين أنهم يمارسونها، لا والله لا تمت بصلة إلى أي محتوى ولا تعدو أن تكون مجرد نسخ ولصق مجموعة من المنشورات والهاشتاقات -أحيانا دون معرفة معناها- أو مصدرها.
وعندما أتحدث عن صناعة المحتوى فلا أخص بالذكر المواد المصورة والأنفوغرافية، فهي غالبا ما يكون فيها إبداع خاص لصانعها، وبتخصيص الحديث عن صناعة المحتوى المكتوب، فالمميز في محتوياتنا أنها لا تراعي لا الإدارة (إدارة المعلومات) ولا التحديث ولا توزيع وتوقيت نطاق النشر ولا مضاعفته، فأين الصناعة التي يفترض أن تكون بهذا الكم الهائل من الصفحات التي ما فتئت تطل علينا من نوافذ صغيرة في شاشات حواسيبنا وهواتفنا وحتى على مستجدات صفحاتنا الخاصة المستهدفة إشهاريا.
في بعض الأحيان تتداول بعض الصفحات، بحثا عن السبق والسرعة في نشر الخبر، المنشور نفسه وبالمتون ذاتها، وأحيانا تتكرر الأخطاء نفسها نقلا تاما، وتغفل التحقق من المعلومة وتتغافل عن ذكر المصدر، حتى إن ناشرها بذاته -قد يكون غافلا-، ليكون نتيجة ذلك، أي الغفلة، تغليف – إن صح التعبير – قارئها من مكان آخر، ولربما يأتينا الإلهام لكتابة رواية عنوانها “المغلفون في الأرض” نتيجة غفلتهم وتغليفهم.
إن التحكم في صناعة المحتوى الرقمي يقودنا لتكريس ممارسات واستخدامات سليمة لمواقع التواصل الإجتماعي، وتقديم للمستخدمين الرقميين معلومات موثوقة ومضامين هادفة تبتعد عن تداول الإشاعة والمغالطات والتحريض على فعل ما، وتساعدنا على التسويق الداخلي والخارجي لأفكار ما، تختلف وتتنوع طبقا لخلفيات ومعتقدات وأهداف كل ناشر أو صانع محتوى.
وعموما، صناعة المحتوى تبقى بحاجة لدورات وتكوينات متواصلة حتى ترقى إلى مستويات معينة، لكن بعض من العادات السيئة لبعض المتفاعلين على مختلف مواقع التواصل، جعلتني أذكر نفسي وإياكم بضرورة تحسين المحتويات المقدمة عبر المنصات الرقمية، لتمثل بحق الإعلام البديل والحديث وتساهم في أداء الرسالة الإعلامية وتطويرها وإرساء بالأساس قواعد النشر والإعلام المهنية والمحترفة.
بقلم: محمد معروف/ القراءة من المصدر.