أحيانا ينتاب الإنسان شعور بالضيق والحزن، كما تحيط به أفكار سلبية تتسبب في تغير مزاجه، فتضيق عليه الدنيا بما رحبت، وأول خطوة للتغلب على هذا الإحساس الرهيب هو الرضى بقضاء الله وقدره، فالثقة بالله من شأنها تهوين كل مصاب جلل، فعن أُبَيِّ بنِ كعبٍ رضي الله عنه قال إنَّ اللَّهَ لو عذَّبَ أهلَ سماواتِهِ وأهلَ أرضهِ لعذَّبَهم وهوَ غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رحِمَهم لكانَت رحمتُهُ خيرًا لهم من أعمالِهم، ولو أنفقتَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما قبلَ اللَّهُ منكَ حتَّى تؤمنَ بالقدَرِ، وتعلمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكُ ليصيبَكَ ولو متَّ على غيرِ ذلك لكنتَ من أهلِ النَّارِ، قالَ فأتيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ وحذيفةَ بنَ اليمانِ وزيدَ بنَ ثابتٍ فكلٌّ منهم حدَّثني بمثلِ ذلكَ عنِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ.
فضلا عن أن قراءة القرآن بتدبر شفاء للنفس، ففيه علاج لكل أسقام القلب ومخاوف النفس، وغيرها من العلل.
كما أنه لابد من تسرية النفس بأن دوام الحال من المحال، وكل شيء سيمر، وفي ذلك قصة مفيدة، إذ يحكى أن ملكا أراد أن يزين قصره بعبارة حكيمة ملهمة، إن قرأها وقت الضيق والشدة والحزن ذهب عنه الغم، فقال له أحد الحكماء إليك ما عليك أن تنقشه وتضع صوب عينيك، أكتب كل هذا حتمًا سيمر، ولتعلم يا مولاي لاشيء سيلازمك للأبد.
أما لتعديل المزاج فيمكن الاستعانة بأسباب مادية، منها:
النوم الكافي: فأخذ قسط من راحة الجسد والعقل من العوامل التي تحارب الشعور بالتعب وتعكر المزاج، إذ يحتاج الانسان البالغ في المتوسط إلى ثماني ساعات من النوم على الأقل كل يوم، حتى يتمتع بصحة جيدة، ويضمن مزاج جيدا لبقية اليوم.
كما أن تجاهل المرء الشعور بالتعب يؤدي إلى إرهاق الجسم وفقدان نشاطه، بالإضافة إلى تعكر المزاج؛ ونتيجة لذلك يعجز الفرد عن الترفيه عن نفسه بأي شكل من الأشكال.
فمن الضروري أخذ استراحة، والتوقف عن العمل وإلغاء جميع المهام، والذهاب للنوم في وقت مبكر من المعتاد، والتمتع بما لا يقل عن ثمان ساعات من النوم.
وجبة لذيذة: أكدت بعض الدراسات أن التمتع بوجبة لذيذة لطعام كنت قد امتنعت عن أكله لفترة طويلة، أو إعداد وجبة في البيت ومشاركة الأصدقاء في تناول طبق شهي يعد من العوامل التي تعمل على تعديل المزاج.
وقد يكون تعكر المزاج ناتجا عن حاجات الجسم لبعض العناصر الغذائية الضرورية كفيتامين ب و الأوميغا 3 والمغنزيوم… ؛ وبالتالي يجب اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، وتأمين جميع حاجات الجسم من المغذيات.
كما تعمل السوائل كاللشاي الأحمر والأخضرعلى تحسين وظائف الدماغ.
إيجاد صعوبة في التركيز، وتشتت الذهن مشكلة صعبة، ينصح الأخصائيون للتخفيف من حدتها بتناول كمية معتدلة من القهوة، لأنها تعمل على زيادة نسبة التركيز، في حين يجب الحذر من الإفراط في تناول الكافيين، لأنه قد يؤدي إلى عوارض الاكتئاب والقلق والتقلبات في المزاج وقلّة التركيز.
وللإشترة فإن إلى أنَّ كوباً واحداً من القهوة يحتوي على 120 ملغ من الكافيين.
المشي لبعض الوقت:
ومن الطرق التي تساعد على تعديل المزاج و التخلص من الطاقة السلبية في الجسم، القيام بالمشي لفترات ومن الممكن جدا بقدمين حافيتين على العشب أو التراب، أو أخذ نزهة صغيرة بعيدا عن مكان العمل وضوضاء المدينة، والسير في مساحة خضراء أو الغابة أو في الحدائق العمومية حيث الهواء النقي والهدوء يساعد في تعديل الحالة المزاجية و ينقص التوتر و التالي التخلص من الشعور بالتعب النفسي.
ممارسة الرياضة:
يمكن تعريف الرياضة باختصار أنها المشي السريع أو الجري الخفيف أو الحركات المنتظمة والمستمرة لأعضاء الجسم، فالرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية و بالتالي تعديل ضربات القلب واستفادة الجسم من العناصر الغذائية بشكل جيد، الشيئ الذي يعمل على افراز الدماغ لهرمونات تحسن الحالة المزاجية و تساعد على التخلص من التعب الجسدي و النفسي.
و تجدر الاشارة إلى أنه إذا استمر الشعور بالحزن و الضيق لفترة طويلة يستحسن زيارة الطبيب الأخصائي من أجل تشخيص حالتك بدقة، فقد يكون العارض حالة مرضية تحتاج لدواء وليس فترة ضيق فقط أو حالة نفسية عابرة.
التعليقات
التعليقات مغلقة