القرآن الكريم أقدس وأعظم كتاب في الحياة
القرآن الكريم أعظم كتاب في تاريخ البشرية لأنه كلام الله تعالى المحفوظ والذي لم يطله تحريف أو تدليس، شمل كل مناحي الحياة وأسسها على عقيدة التوحيد الصحيحة، فنظم حياة الأفراد والجماعات وعلاقاتها، وحدد حياة الواجبات والحقوق، ودعا لمكارم الأخلاق والفضيلة، وحذر من مغبة المعاصي والرذائل، ونقل أخبار الأمم السابقة، وأنبأ بما سيكون، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
القرآن الكريم هو الكتاب المقدس المنزل من الخالق جل وعلا إلى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- عن طريق ملك الوحي “جبريل” – عليه السلام-، بلسان عربي مبين هدى ورحمة للمتقين المؤمنين به والعاملين بأحكامه.
ولو اجتمع الإنس والجن أجمعين على مر العصور للإتيان بمثل هذا الكتاب العظيم لعجزوا، وقد جاءت آيات التحدي صريحة في كل من افترى على النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذبه وقال أنه تقوّله، ومن ذلك قوله تعالى:” قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” [سورة يونس/ الآية: 38].
ومن القرآن الكريم ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة في مكة المكرمة وسمي مكيا، وعدد السور المكية هو 86 سورة، أما ما نزل بعد الهجرة إلى المدينة فسمي مدنيا، حيث يبلغ عدد السور المدنية 28 سورة، وبذلك فعدد سور القرآن الكريم 114 سورة.
لماذا نختم القرآن في رمضان؟
قراءة القرآن جزء أساسي من أداء فريضة الصلاة، كما أن المحافظة على تلاوته مشروع، وفي شهر رمضان يحرص المسلم على ختمه، ولو لم يكن ذلك واجبا، إذ أنه لا يؤثم من لم يختمه، لكنه أضاع فرصة ثمينة لكسب الأجر ومضاعفة الثواب.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : هل يجب على الصائم ختم القرآن في رمضان؟
فأجاب:
” ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يكثر من قراءة القرآن، كما كان ذلك سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذ كان يدارسه جبريل -عليه السلام- القرآن كل رمضان “.
وعليه من المستحب ختم القرآن في هذا الشهر المبارك، ولكل شخص طريقة في ذلك، من حيث عدد الختمات، وأوقات التلاوة، وفيما يلي شرح مستوف بخطوات عملية لختم قراءة كتاب الله.
ختم القرآن في رمضان مرة واحدة
يمكن للمسلم أن يختم القرآن الكريم مرة واحدة خلال شهر رمضان الفضيل، حيث يقرأ حزبين في اليوم الواحد أي جزء واحد، وكل جزء يقسم إلى أربعة أقسام، حيث أن الجزء عبارة عن عشرين صفحة ويتم تقسيمها إلى أربعة أقسام، كل قسم مكون من خمس صفحات لأن الجزء يضم عشرين صفحة.
يقرأ القسم الأول بعد صلاة الفجر، والقسم الثاني قبل أو بعد صلاة الظهر، القسم الثالث بعد صلاة العصر، والقسم الرابع قبيل صلاة العشاء أو بعد صلاة التروايح.
وباتباع هذه الطريقة يمكن ختم القرآن الكريم في شهر واحد.
ختم القرآن مرّتين في رمضان
ختم القرآن مرتين في رمضان يتطلب قراءة جزأين يوميا، وذلك بتقسيمهما إلى أربعة أقسام يضم كل قسم عشر صفحاتٍ، موزعة أربعة فترات، قبل أو بعد كل صلاة مفروضة حسب القدرة.
ختم القرآن ثلاث مراتٍ في رمضان
يمكن ختم القرآن الكريم ثلاث مرات في شهر رمضان المبارك، حيث يقرأ ثلاثة أجزاء في اليوم، ولكل جزء فترة معينة حسب قدرة القارئ واتساع وقته.
ختم القرآن أربع مراتٍ في رمضان
ختم القرآن أسبوعيا يكون بقراءة ثمانية أحزاب ونصف يزميا مدة ستة أيام وتسعة أحزاب في اليوم السابع، وذلك بقراءة السور الأربعة الأولى (الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء)، ثم السور الخمسة التي تليها (المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال والتوبة)، ثم السبع سور ثم السور التسع ثم السور الإحدى عشر ثم السور الثلاث عشرة قراءة سور المفصل من سورة ق إلى سورة الناس.
ومما رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِي اللهُ عَنْهُمَا-: “اقْرَأْ الْقُرْآنَ فِي سَبْعٍ، وَلَا تَزِيدَنَّ عَلَى ذَلِكَ“. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُد).
وعن ذلك قال الشيخ الإمام ابن قدامة :
” يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، لِيَكُونَ لَهُ خَتْمَةٌ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ”.
يمكن تقسيم القراءة على فترات مختلفة من النهار والليل، حتى يتسنى للمسلم تدبره وفهم معانيه.