طوبى للشام!

طوبى للشام!

 تمتد بلاد الشام من سلسلة جبال طوروس في الشمال إلى شبه جزيرة سيناء، وبها العديد من المدن القديمة بل هي أقدم مدن العالم، حيث تعاقبت عليها عدة حضارات كالآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية وآخرها الإسلامية، لتشكل مهدا للحضارة ومركز للإشعاع الديني ومناررة للعلم والمعرفة.

لبلاد الشام دور اقتصادي هام، إذ أنها شكلت مركزا تجاريا، وضمت أهم المعامل الصناعية كما احتوت أكبر وأهم المناطق الزراعية، وخاصة زراعة القطن والفواكه والخضروات وحتى نباتات الزينة والعشاب الطبية.

ولكن ذلك ما كان ليرضي غرور الطغاة ولدعم خطط الماسونية يجب ضرب المسلمين السنة في مقتل، ولم تتوانى النظمة الجائرة في قصف الشعوب بكل ما هو محظور ليخلف خسائر بشرية ومادية لا حصر لها، وبما أن القتلى من المدنيين مسلمون سنة، فلا أحد يهتم وللجميع الحق في القصف، لتدخل روسيا على الخط وتدمر ما شاءت ووقتما أرادت، بل وتمادت في إصدار القرارات لتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية شاملة لمنع المقاتلين الإرهابيين الأجانب من عبور الحدود، ووقف التدفق غير المشروع للأسلحة إلى سوريا كما ألحت على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية فورا دون عوائق إلى جميع المناطق، ورفع كل أنواع الحصار، كما أعلنت عن هدنات لضمان إدخال قوافل المساعدات إلى حلب بشكل آمن وفعّال، وذلك مع ضمان الطابع الإنساني المحض لقوافل الإغاثة، كما أكدت على ضرورة تنسيق أي مبادرة إنسانية في سوريا مع حكومة دمشق بشكل وثيق.

وبعد كل هذه الأكاذيب ودس السم في الدسم للإقرار بشرعية قتلة شعبوبهم، يتفضل العالم بالتصفيق على العروض الدموية التي تعرض كل يوم على مجتلف وسائل الإعلام وبجودة عالية.

لم يسمع العالم العربي أي عويل ونواح لولاة الأمور ولا للساسة كذاك الذي ملؤوا به الدنا عند انتحابهم على أحداث “شارلي إيبدو” وباريس ونيس وبرجي أمريكا وغيرها من التسميات الأعجمية المهم أنها تنتمي للغة غير اللسان العربي، ليسارع الحكام العرب للتعزية والرثاء وتقديم المساعدات المادية في العلن والخفاء، أما غيرها من مصائب الأمة فلا تعدو أن تكون أصفارا على الشمال.

قطع الماء في أشد أيام الصيف حرا وانعدام الحليب للرضع والنقص الحاد في الغذاء والدواء والقصف الذي يطال المدنيين صبح مساء وتناثر الجثث والأشلاء لا يستحق ولو حتى الاستياء، لأن ذلك سيرضي غرور نرجسي روسي ملحد لم يعرف حتى من أين جاء، وسيمد في عمر شرير أمريكي يزرع الموت والدمار أينما شد الرحال، وسيدعم سياسة أوربي حاقد ضال لا يهمه سوى إشباع غرائزه وجمع المال، ولكنهم جميعهم يجهلون أو يتجاهلون أن دباباتهم وطائراتهم وصواريخهم لن تهزم يوما عقيدة التوحيد..

فمن تراه سيغير اليقين بأن النصر للشام؟ وقد روي عن زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام! قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: (تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام) فهل سيباد قوم تحفهم الملائكة، ألِمعاهدات الغرب واللقاءات الدبلوماسية القدرة على تغيير معتقدات راسخة، وأبسط رجل شامي قد رد عليهم في فيديو مصور لحظات بعد القصف؟ وهو الذي فقد بيته وأهله وماله ولا يظهر من ملامحه شيء بسبب الغبار والدخان المتصاعد ليرد بعبارات أقوى من كل قصف :“اللهم لك الحمد حتى ترضى”، فاللهم أرض هؤلاء الذين يسعون لمرضاتك ولا يقين لهم إلا بنصرتك، اللهم احفظ بلاد الشام وأنصرها مع باقي بلاد المسلمين.

487 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *