المحتويات
تقديم
“عيون عبلة” هي قصيدة رفضت من قبل لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الأولى عام 2007 والتي نظمتها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، للشاعر مصطفى الجزار.
تعللت لجنة التحكيم بإقصاء القصيدة على أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح، لكن القصيدة الممنوعة لقيت اهتماما كبيرا لدى القراء العرب ذاع صيتها واشتهر كاتبها، وقد حوت كلمات عذبة معاني رائعة تتناول واقع الأمة العربية اليوم بإلهام من معلقة عنترة بن شداد “هل غادر الشعراء من متردم”.
من هو الشاعر مصطفى الجزار؟
مصطفى الجزار شاعر مصري ولد في 3 يناير/كانون الثاني عام 1978م، حاصل على ليسانس الآداب – قسم اللغة العربية، وحائز على دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية، وهو عضو نقابة الصحفيين المصريين.
عمل محررا مراجعا بجريدتي «الشرق الأوسط» اللندنية و«التحرير» المصرية، واشتغل مُستشارا للإعداد والمراجعة بقناة “السلام عليك أيها النبي” الفضائية.
كما أنه مُعلِّق ومُؤدٍّ صوتيّ في بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ومصمم فوتوشوب وخطاط.
قصيدة “عيون عبلة”
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة *** فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَة لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ *** سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَـحوا *** واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعـذرة ولْتبتلـــع أبيـــاتَ فخـــرِكَ صامتــاً *** فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ *** فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطرة فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهـا ***واجعـلْ لهـا مِن قـــاعِ صدرِكَ مقبـرة وابعثْ لعبلـةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً ***وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغـرغرة اكتبْ لهــا مـا كنــتَ تكتبُـــه لهــا *** تحتَ الظـلالِ، وفي الليالي المقمرة يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي *** هـل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟ هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـــهُ *** وكـــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كـــوثـرَه؟ يـا فـارسَ البيداءِ.. صِــرتَ فريسةً *** عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مــا أحقـــرَه متــطـرِّفــاً.. متخـلِّـفـاً.. ومخــالِفـاً *** نسبوا لـكَ الإرهـابَ..صِرتَ مُعسكَـرَه عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ.. هـذا دأبُهـم *** حُمُــرٌ ـ لَعمــرُكَ ـ كلُّــهـــا مستنفِـــرَة فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً *** أن تهــزِمَ الجيــشَ العظيــمَ وتأسِــرَه لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ *** فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنــابــلُ ممطــــرة وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـــهُ *** بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صرخــةِ مُجـبـــَرَة هـلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ *** كيـفَ الصـمــودُ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقـدرة! هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حــولَهُ *** مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والقـــذائفَ مُشـهَــــرَة لو كانَ يدري ما المحـاورةُ اشتكى *** ولَـصــاحَ فــي وجـــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه يا ويحَ عبسٍ.. أســلَمُوا أعــداءَهم *** مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَــدُّوا القنطــــرة فأتــى العــدوُّ مُسلَّحــاً، بشقاقِهم *** ونـفــاقِــهــــم، وأقــام فيهــم مـنـبــــرَه ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم *** فالعيــشُ مُـــرٌّ.. والهـــزائـــمُ م ُنــكَــــرَة هــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها *** مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّا..يَــــرَه ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها *** لـم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهـا كـي نـخـســرَه فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً *** فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغفــــــــرة عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي *** لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فــي المـحبـرة وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا *** تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه.