فـي زمــن عـولــمة الجــسـد.. حقوق المرأة عند الغرب

فـي زمــن عـولــمة الجــسـد.. حقوق المرأة عند الغرب

تقديم

فكر غريب عن المجتمعات العربية المحافظة، ومخالف لمعتقداتها وأعرافها، يتم الترويج له عبر مختلف وسائل الإعلام، من أجل ترسيخه في العقول، حيث بات منتشرا ويجد من يدعمه بقوة، بدعوى الانفتاح على العالم وتقليد ثقافته، لتصير القيم والثوابت مجرد عوائق تحد من الحريات، ويتم التغرير بالمقلدين الذين يتحولون لبضاعة رخيصة تعرض ويتزايد عليها في مزاد علني لبورصة التحرر، وورقة ضغط تستعمل للابتزار وحتى شن الحروب، كما يحدث في أفغانستان.

دعاة التحرر

أدعياء التحرر الذين اتخذوا من الشعارات الواهية والقضايا المغلوطة دعامة تضمن استمرار كيانهم في المجتمع، راحوا في نظم الخطب والإشادة بدور المرأة في المجتمع وفاعليتها ونضالها لكسب حقوقها، وكيف أن لها المساواة مع الرجل بل والتفوق عليه، لتجد هذه الأفكار الشيطانية جمعيات تحتضنها وترعاها وتبث سمومها لهم الكيان الأسري.

أفكار هدامة تغير المفاهيم والمبادئ، لتختزل الحرية في الضلال والمجون، وكأن المكانة هي حفلات صاخبة يدعى إليها الرجال والنساء سوية، فالحقوق أقدس من التبرج في الطرقات والخروج ليلا والضياع في مضايق الملاهي،فما تستحقه المرأة أسمى وأنظف، ودورها يكون بالتكامل مع الرجل لتشيد صروح الإنسانية جمعاء دون البحث إن كانت الإنسانية ذكرا أم أنثى، وقد منحها الإسلام كل حقوقها التي يجحدها من عجزوا عن فهم عظمة هذا الدين، فعمدوا لجعلها قضية اجتماعية وعقدة سياسية تحل بنثر بعض الحروف على ورق وتثمينها بختم رسمي أو توقيع هيئة عالمية، عجزت حتى عن تضميد جرح طفل سلبته الحرب كل أحلامه وجردته من حقوقه ولم يعد يجد صحن أرز يسكت جوعه وصدر أم حان تمزق تحت القصف.

خدعوها بقولهم

يقول الشاعر:” خدعوها بقولهم حسناء ..” ولكن هذا القول كان في الماضي لتستحدث عبارة الحسناء بعصرية، وهي تلك المتحضرة والواعية والمثقفة في مجال العلاقات وصاحبة المعارف العليا، فحتى إن لم تكن الفتاة على قدر من الجمال والحسن، فالمساحيق والصبغات والتسريحات والعدسات اللاصقة والرموش الاصطناعية، من شأنها إضفاء الجاذبية، وإن لم يكن بالقدر الكافي فهناك الملابس والأحذية ذات الكعب العالي لإبراز المفاتن وتصوير الأشكال بأبهى حلة فترسم لها أحجاما مثيرة ومبالغ فيها بشكل ملفت للانتباه، فالمختصون الذين أبدعوا في التصميم وصاروا من رواد عالم الموضة نجحوا في جعل كل أنثى مدعاة للفتنة والإثارة، وإشعال النار في قيم أكثر المجتمعات محافظة وتماسكا، فهذا هو دور المرأة المعاصرة والتي استطاعت أن تتخلص من قيود الحشمة والستر، ويمكنها أن تحيا حياتها كما يحلو لها، من غير ناموس أو ممنوع، لأنها قطعت شوطا كبيرا في ساحة التمدن وباتت بالفعل لا تختلف عن المرأة الغربية التي لا تخضع لأي قيد ويمكنها أن تصاحب من شاءت وتخادن كل من يعجبها، بل وتحترف البغاء لكسب المال أو ليس مهنة كباقي المهن في عصر التكنولوجيات الحديثة ومواقع التواصل الإجتماعي واحتراف الإباحية عن بعد بنا لا عين رأت ولا أذن سمعت؟.

عيش الوهم

الوهم الذي يسوق عبر الفضائيات وشبكة الأنترنت لتحقيق غزو ثقافي ناجح بالتوغل إلى أعماق المجتمع، وصرفه إلى سفاسف الأمور، جحافل من العرض الغنائية والمسلسلات العاطفية والأفلام الإباحية، تدعو كلها للحصول على دور البطولة في معترك العالم السفلي، لعيش الوهم وبيع الغرر، والأهم شيأنة المرأة التي تحولت لأداة للإغراء والمتعة، ولا تتكلم إلا عن طريق لغة الجسد.

دعاة الفسق والميوع كثر،لكن قصص وعبر المغرر بهن أكثر، ورغم ما جبلت عليه المرأة من حشمة وحياء إلا أن الكثيرات تنكرن لهذه الجبلية واستبدلنها بممارسات أبعد ما تكون عن الخلق السوي والفكر السليم، ومن غير ضرورة أبحن لأنفسهن كل محظور بل ومنهن من تفخر بذلك لكونها ترى في تصرفها حكمة وقرارا صائبا توصلت إليه من دون بقية النساء اللواتي ترى أنهن مازلن منغلقات في قوقعة التحفظ وفوتن فرص التحرر وتحقيق الاستقلالية وفرض وجودهن كعناصر فاعلة للتغيير ولكن الحقيقة أن هذا التغيير لن يكون سوى سلبيا وهداما للقيم، أفلا يعني نزع برقع الحياء وذهاب ماء الوجه انحطاطا وجهالة، عذرا .. القصد أن تلك هي حقوق المرأة عند الغرب.

549 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *