عرف العالم فيروس كورونا في نهايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، حيث أظهر أعراض مرضية شبيهة بالتي يحدثها فيروس ” سارس ” الذي كان منتشرا آنذاك ، لدرجة أنهم أطلقوا عليه إسم فيروس ” شبيه سارس ” .
أما بداية ظهوره بالمنطقة العربية فكان ذلك في أعقاب عام 2012 ، وتحديدا بالمملكة العربية السعودية والإمارات حين رصد الأطباء حالات من الإنفلونزا لاتستجيب للعلاجات التقليدية المستخدمة في مثل هذه الحالات ، ومن هنا ظهر لأول مرة في الأوساط الطبية ما يعرف بـ ” فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية ” .
سمي فيروس كورونا بهذا الإسم نظرا للشكل البنائي الذي أظهره الفيروس عند فحصه تحت المجهر الإلكتروني ، حيث أوضح الباحثين أن الفيروس يتخذ شكل التاج ( وهو ما يعني بالإنجليزية كراون ) ، وينقسم فيروس الكورونا إلى 4 عائلات أساسية ، هم على النحو التالي ..
- فيروس كورونا – ألفا : يتميز هذا النوع بأنه الأكثر فتكا والأشد خطورة ، حيث يمتلك قدرة عالية على الإنتقال من الحيوانات إلى البشر ، لينتقل بعد ذلك بين البشر ، مسببا أضرار صحية جسيمة قد تؤدي إلى الوفاة .
- فيروس كورونا – بيتا : هذا النوع أقل نشاطا وفتكا من سابقه ( النوع ألفا ) ، إلا أنه يمتلك أيضا القدرة على الإنتقال إلى البشر ، والإنتشار بين بعضهم البعض .
- فيروس الكورونا – جاما : لايمتلك القدرة على الإنتقال إلى البشر .
- فيروس الكورونا – دلتا : لايمتلك القدرة على الإنتقال إلى البشر .
هناك العديد من النظريات والفرضيات التي تتناول آلية نشأة وظهور فيروس كورونا ، فقد أشارت بعض الدراسات الأولية إلى أن فيروس الكورونا ليس سوى طفرة جينية لفيروس الإنفلونزا المعتاد ، مستندين على ذلك أن الأعراض الأولية التي يبديها فيروس كورونا تتشابه إلى حد كبير مع الأعراض المرتبطة بالإصابة بالإنفلونزا ، إلا أن هذه النظرية تم إثبات عدم صحتها في وقت لاحق .
وقد أثبتت الدراسات التالية في هذا الشأن ، أن فيروس كورونا ليس سوى فيروس يتواجد في أجسام بعض الحيوانات الثديية كالخفافيش والجمال وحيدة السنام ، والتي تمتلك جهازا مناعيا قادر على مواجهة فيروس الكورونا ، لكن لاحقا تعرضت أنواع معينة من الفيروس لطفرة جينية أكسبتها القدرة على الإنتقال إلى البشر ، وهو ما تسبب في عدوى كورونا التي تشكل تهديدا عالميا في الوقت الحاضر .