تعريف قرد الماغو
قرد ” الماغو” أو “المكاك البربري” واسمه العلمي “ماكاكا سيلفانوس” هو نوع من القردة التي عاشت منذ القدم ويوجد في الجزائر والمغرب.
أطلقت عليه هذه التسمية لأنه قرد من غير ذيل ويعيش في مناطق البربر أي الأمازيغ من سكان شمال إفريقيا في حين يلقبه الأهالي بالزعطوط.
وهو حيوان اجتماعي من فصيلة السعادين يعيش في مجموعات من 10إلى 100 فرد، متوسط حجمه ما بين 56 سم إلى 63 سم وقد يصل أحيانا طوله إلى 75 سم ووزنه إلى 14كغ.
ذكوره أكبر حجما من الإناث، ويتغير لون فروته مع التقدم في السن من البني الداكن إلى الأصفر ووجهه وردي غامق.
أكبر تجمعات لهذه القردة ” توجد بمرتفعات البليدة، جيجل ، وجرجرة بالجزائر وتقيم بغابات الأرز ، في سيدي مكليد، وإفران ومشليفن، وفي غابات البلوط بعين اللوح والحمام، وبين أزرو وعين اللوح و في الغابات جنوب ويوان بالمغرب الأقصى.
قرد ” الماغو” محمي قانونيا
صنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وكذا ملاحق اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض على أنه “معرض للخطر” ومن الأنواع التي يحرم الاتجار بها دوليا.
وعليه بموجب سلطة القانون الدولي يمنع صيده أو إلحاق الأذى به وينصح بعدم تقديم الطعام له.
وجذير بالذكر أن عدد قرود “المكاك” شهد انخفاضا ملحوظا في السنوات الأخيرة لاسيما عام 2009م أين أعلن أنه من الفصائل الضعيفة المهددة بالانقراض.
فقرد “الماغو” الذي يتغذى على النباتات يعتبر عاملا مهما في الحفاظ على التوازن البيئي ولا يوجد له الكثير من الأعداء بين الحيوانات المفترسة بينما يبقى عدوه الأول هو الإنسان الذي صار يجني نتائج تدخله في النظام البيئي.
قرد “الماغو” والمحاصيل الزراعية
في كل موسم لجني الثمار تسبق القردة الفلاحين إلى المحصول فهي محبة لأكل الفواكه الطازجة واللذيذة مثل التين والعنب ولكنها لا تكتفي بالأكل والرحيل إنما تعبث بما تبقى وتتلفه مما نجم عنه خسائر فادحة في المنتوجات الموسمية والتي تعد مصدر عيش للسكان.
ولكن القردة هي الأخرى ضحية اختلال توازن بيئي تسبب فيه الإنسان من حرائق للغابات وكذا مشروع الطريق السيار مما أدى إلى قلة موارد العيش الطبيعية في البرية ودفع بالقردة إلى غزو الحقول بحثا عن الطعام أثناء رحلتها الفصلية عبر جبال وغابات الأطلس، وبالمقابل اتخذ الفلاحون عدة تدابير لحماية محاصيلهم منها استعمال ” الفزاعات” وتربية كلاب الحراسة.
العنصر البشري وقرد “الماغو”
لو توقف العنصر البشري عن ممارساته المخالفة، فالطبيعة من شأنها أن توفر لقرد “الماغو” كل ما يحتاج إليه من ماء وغذاء مثل ثمار الصنوبر والبلوط وكذلك أوراق الشجر والفطريات وجذور بعض النباتات، لكن السياح عادة ما يقدمون الطعام للقردة أو يلقون بالبقايا على الأرض فتتغذى عليها وهذا ما يؤثر سلبا على صحتها فتصاب بعدة أمراض منها السكري والوزن الزائد ( السمنة) أو حتى الوفاة.
تتعرض هذه القردة لخطر إبعادها عن موطنها بالخطف والتهريب لتربيتها كحيوانات أليفة مما يؤدي إلى الاختلال الإيكولوجي.
ففي المغرب يستغل هذا الحيوان البري اللطيف في التهريج والألعاب البهلوانية حيث يعرض في الأسواق الشعبية والمناطق السياحية يتحلق الزوار حوله للاستمتاع بمشاهدة حركاته ومهاراته في اللعب.
فلو التزم الانسان بعدم التعرض لقرد الماغو فمن المؤكد أنه سيبقى بعيدا بين أحضان الطبيعة حيث يجد المأوى والغذاء والأمان أيضا.
بحث رائع جدا وممتع