تقديم
صلاة الاستخارة هي صلاة استشارة في الإقدام على عمل دنيوي، مثل سفر، أو شراء أو زواح بشخص معين، وغيرها من المباحات التي يتعسر على الإنسان نعرفة ما فيها من خير، أو تمييز ما تحمله من شر، ولا تصلى في العبادات والطاعات، مثل أن يستخير المسلم في الحج أو الصدقة، أو أي عمل خير يجب المسارعة إليه.
مفهوم الاستخارة
الاستخارة هي أن طلب الاستشارة والتوفيق أو الصرف من الخالق تعالى حيال أمر يحتار المسلم في المضي فيه أو تركه، وبهذا اللجوء لله يكون التوكل عليه حتى ييسر الخير ويبعد الشر، وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام يعلمها للصحابة رضوان الله عليهم، ويبين لهم أن ما يعرض عليهم من أمور تلبس عليهم فلهم الالتجاء إلى الله وسؤاله عن الخير فيها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم” من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن آدم، سخطه بما قضاه الله”، (أخرجه أحمد والحاكم والترمذي)
كيفية أداء صلاة الاستخارة
يصلي المسلم ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، ويقرأ في كل ركعةٍ فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو:” اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويُسميه بعينه من زواجٍ أو سفرٍ أو غيرهما) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به” ( رواه الإمام البخاري).
وهذا ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، يقول:” إِذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول : اللهم إنِّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم،فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ,أو قال :في عاجل أمري أو آجله فاقدره لي . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي , فاصرفه عني ، واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ،ثم رضني به ، ويسمّي حاجته” (رواه البخاري).
ما بعد الاستخارة
إذا انتهى المسلم من صلاة الاستخارة، فإنه يمضي في ما قد عزم عليه من أمر متوكلا ومستعينا بالله تعالى متبرئا من خيار نفسه، فإن تيسر فهلم به وإن تعسر ولم يطمئن قلبه فذلك شر صرف عنه.
فوائد صلاة الاستخارة
- اللجوء إلى الله تعالى والاقرار بكماله وتعظيمه والثناء عليه.
- التجرد من الحول والقوة والتسليم لله عز وجل والتوكل عليه.
- ثقة العبد بربه وتعلق القلب والإنابة للخالق.
- إتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتزام سنته.
- الرضى بقضاء الله تعالى وأن في ذلك خير كثير.
- اليقين أن الخيرة فيما اختاره الله تعالى.
- تيسير الأمور ونيل الخير والبر والثواب.
- صرف الشرور وإبعاد الضرر والهلاك.