يا غاديا في الهجر من غير سلام | برِحْتَ وتركت للبَرْحِ المقام |
توهمت خيرا بك ولست بأهله | وخلتك شمسا تبدد الغمام |
رغبا وطوعا سلمتك مملكتي | اصطبرت لجور حكمك أعوام |
سل الهجيع إن غفى به جفني | سل المداوي عن عقلي الملام |
ينام الأنام هانئين دوني | تصحب عين السهد خل الدوام |
نجوم الليل رفقت بحالي | ودعت بالشفاء لعيني الحجام |
مضت سنون العمر تترا | وغدا الود الصافي خصام |
ما ظننت يوما سيفك ينحرني | ويزيد جراحي المثخنة إيلام |
ما كفاك في يم الشجن ألقتني | فأوسعت ظهري خناجر وسهام |
كنت الجاني الآثم.. كنت الجلاد | والقاضي الذي أصدر الأحكام |
أسأت إساءة المذموم فعفوت | ووجدت في حبل الله اعتصام |
ولا تحسبن دوام الحال معتدلا | فمن الحصى ما يغدو رضام |
لفحات الهجر على جسري | جعلت بياض الذكرى سحام |
سيظل درج الشجر ها هنا | يقفو الخطى ويثبت الأقدام |
زرقة البحر والسماء إيلافا | صفاء لازوردي ممتد بلا أثلام |
صبر واصطبار ومجاهدة نفس | فما عاد السبيل لدنيا الأوهام |
ستنسل تباشير الصبح مَشْرقا | الحرب سجال..ودول هي الأيام. |