إن کان هذا الوباء قدر وعطاء رباني منزل علی القرية العالمية فإن قدره لا مفر منه ، نسأله تعالی أن ينزل شآبيب شفاٸه ورحمته علی عباده ،فنحن الضعفاء وهو القوي ،وإن کان فيروسا من صنع بشري لسفک الدماء و حصد أرواح الأبرياء ،فحساب الصانع عند الله عسير وعند ربنا نختصم. أدی ظهور هذه الجاٸحة إلی مکوث الناس في منازلهم حفاظا علی الصحة الخاصة والعامة ، حيث يقضون معظم أوقاتهم رفقة أسرهم ولايخرجون إلا لقضاء أغراضهم الضرورية، والسٶال الذي يطرحه العديد من الناس في هذه الظرفية الصعبة هو:کيف يمکن قضاء أوقاتنا داخل بيوتنا في فترة الحجر الصحي بعيدا عن الملل ؟ ،خاصة الرجال فأغلبهم کان يعمل خارج منزله قبل ظهور الوباء فطبيعي أن يصعب عليهم التأقلم بسهولة مع هذا الوضع ،لکن الظروف تحتم علينا أن نکون آنيين ونتسلح بالصبر حتی نجتاز هذه المرحلة بأقل الأضرار ،ولکي نعتاد البقاء في المنازل لا بد أن نخصص برامج يومية من شأنها تکسير روتين هذا البقاء واستغلاله حتی ننعتق من بعض الظواهر والسلوکات السلبية التي لازمتنا قبل حلول الجاٸحة من تدخين و ارتياد المقاهي بکثرة وعدم الاستفادة من النوم الليلي بسبب السهر … لنجعل المحنة منحة ،لنعش في الدفء الأسري الذي حرمنا منه جراء العولمة ،لنقترب من فلذات أکبادنا ونداعبهم ،لنستمتع بحکايات الجدة ونفکر معا في زمن ما بعد کورونا ،لنصلح ذواتنا وعلاقاتنا مع الآخرين ،لنذق نحن ۔ الرجال ۔ مرارة المکوث في المنازل ونرفع القبعة لربات البيوت القابعات دوما في المطابخ … أملنا أن نأخذ العبرة من هذه المرحلة و نهتم بالمدرسة والصحة أکثر حتی لا نلدغ من الجحر مرة أخری.
لنجعل محنة کورونا منحة
106 مشاهدة