ما بعد الحج آخر ركن من أركان الإسلام..

ما بعد الحج آخر ركن من أركان الإسلام..

 مصالحة مع النفس ..ولحظات صدق إيمانية

الإسلام دين رحمة وعدل بني على خمسة أركان ومن رحمة الله بعباده أن جعل خامس ركن ميلادا جديدا يعدل فرصة حياة أخرى بمغفرته للخطايا ورفعه للذنوب لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه حينما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه) (1)

فهذه التشريعات والعبادات فيها تطهير وطهر للباطن والظاهر ومغفرة للذنوب ومفارقة للآثام وسمو بالنفس إلى مواطن الكمال البشري بقرب صادق من الله .

والأهم هو المواصلة وعدم الانقطاع لما لذلك من فضل وهذا ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) (2)

لذا فكل مسلم يسعى لنيل هذا الثواب العظيم سيكتشف فيما بعد بشارات أخرى ما كان يظن أنه سيلاقيها يوما، وأولها المصالحة مع النفس ثم عقد اتفاقية سلام مع الآخرين.

هؤلاء الذين تجردوا من ثيابهم الدنيوية وأحرموا لله وخلفوا وراءهم أموالهم وأملاكهم بدأوا بتجديد حياتهم وتقويم سلوكاتهم بما يوافق شرعة إيمانهم الحريصة على الفضائل ومكارم الأخلاق لتحقيق أكبر قدر من المنافع الدينية وحتى الدنيوية في بيت الله الحرام حيث يعيشون أياما تقدر بعمر كامل سيعودون بعدها لمعترك الحياة بوجه مشرق ليندمجوا في يوميات رتيبة وعلاقات اجتماعية ومهنية روتينية ولكن بنظرة أكثر عمقا وسماحة وعزيمة أقوى وإصرار أشد على العطاء والنماء وترك طيب الأثر لأهداف سامية.


  • (1) رواه البخاري (1521) ومسلم (1350).
  • (2) رواه التّرمذي، وابن خزيمة وابن حبّان في “صحيحيهما”، وقال التّرمذي: “حديث حسن صحيح.

565 مشاهدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *