يتشارك المسلمون في كل أنحاء العالم أعيادا دينية مباركة، فهي تتضمن عقيدة الأمة الواحدة قبل أن تكون مظهرا للبهجة والسرور ومدعاة للاحتفال، وكل من عيد الفطر وعيد الأضحى يعقبان ركنيين عظيمين من أركان الإسلام أولهما الصوم والذي يدوم شهرا كاملا وثانيهما الحج، ليكون الاحتفال بعد استكمال أداء مناسكه، فبعد التوفيق لهاتين العبادتين الجليلتن من كل سنة، وشكرا لله على تمامهما والعودة للأكل بعد الانقطاع وللديار والأهل بعد الهجرة والبعد، يعود للنفس ما يفرحها ويسليها.
الأعياد من الشعائر التي لها طقوس وتقاليد خاصة حسب معتقدات الشعوب وخلفياتها، فالناّس جبلوا على حب المرح وأبداء الفرح بالاحتفال وإحياء المناسبات، وبين المظاهر الدينية والدنوية تمتزج مظاهر الغبطة والسعادة.
وللمسلمين عِيدانِ سنويان هما عيد الفِطرِ الموافق لأوَّل يوم من شهر شوَّال، وعيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجَّة، وليس هناك أعياد حولية غيرهما إذ يعد يوم الجمعة عيدا أسبوعيا.
وتحديد أيام عيد الفطر وعيد الأضحى ورد في الحديث النبوي الشريف، فقد روى الترمذي وأبو داود عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:” قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى”).
وأما عدد أيامهما فإن عيد الفطر يوم واحد، وعيد الأضحى تلحق به ثلاثة أيام هي أيام التشريق المذكورة في القرآن الكريم في قول الله تعالى:” واذكروا الله في أيام معدودات”.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:” يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام”. (رواه الترمذي).
فالمسلم يبدي سروره بيوم العيد ويقدم التهاني فيقول لأخيه المسلم “تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم”، ليكون تهنئة ودعاء طيبا ليوم مبارك حيث يجتمع فيه الناس وعلى اختلاف أحوالهم لإظهار الفرح والسرور.
إقرأ أيضا:قباب وأضرحة ومعتقدات قبوريةالمناسبة مدعاة للغبطة والانشراح والتوادد وهذا ما يشترك فيه المجتمع ككل، الناس يتعاونون ويتراحمون ويساعد بعضهم بعضا ويتكفل الميسور بدعم المحتاج ماديا ومعنويا، ومن مظاهر الإحسان جمع الأموال وشراء ملابس العيد للأسر الفقيرة فلا تظهر الفروق الاجتماعية يوم العيد والجميع بأجمل الثياب وأحسن الهيئات، ولا يكاد يميز الفقير من الغني، فهذا هو المعنى الحقيقي للمساواة والإسلام دعا لتقاسم السعادة بالمساواة بين الجميع.